الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-09-10

6:45 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-09-10 6:45 صباحًا

سيرة شاعر قصائده تربت على صدره وتبارك خطواته

سيرة شاعر قصائده تربت على صدره وتبارك خطواته

مفتاح العلواني

هات الفأس

‏وتعالي ..

‏لنحتطب نون (القنبلة)

‏ونشعل النار فيما

‏تبقى منها.

ولد الشاعر المستشار القانوني والذي بدأ عمليا وقانونيا عام 2009 كمعيد ومساعد باحث في كليته التي تخرج عنها القانون عام 2005 _ جامعة عمر المختار في مدينته البيضاء عام 1984 ولكنه لم يتوقف عند هذا الحد بل التحق بالمعهد العالي للقضاء في طرابلس ودرس هناك لعامين كاملين عين بعدها وكيلا للنيابة العامة ليصبح وكيل نيابة بمكتب المحامي العام بمدينته البيضاء .. هذا الإنسان الشاعر حسه الإبداعي أخذه لأكثر من كتابة الشعر ليكتب القصة القصيرة وبعض السرديات كما يصفها .. رغم أنه في وصف لحالته الشعرية قال :

مفتاح العلواني كتب الشعر في المرحلة الثانوية 1998 تعبيرا عن حياة عائلية قاسية عن فقر مدقع وانجذب نحوه أكثر وكأنه يسقط في هاويته بعد وفاة والده .. ولأنه شبه انهماكه الشعري في فكرة الموت فقال إنه من المفترض أن أكون متناثرا في القاع لأنني أهوي بلا انقطاع في هوة الشعر منذ وفاة والدي فالشعر رفيق لا يخون .

بعد سنوات من الكتابة الأدبية شعرا وسرديات وجد نفسه في الرواية وما أدراك مامسارب الروايات وبعد أن أصدر ديوانه الأول عام 2019 المعنون (( تلويحة عالقة في الهواء )) والذي عرض ضمن معرض الكتاب الدولي بالقاهرة 2020 م .. تنتظر روايته الأولى في مخطوطها أن تنشر قريبا .. مع ديوان شعر ثاني . 

قصيدته الحرة والسرديات والرواية والقصة التي اشتهر بها العلواني لم تكن هي التجربة الشعرية والأدبية التي خاضها .. فقد قدم في قصيدته المسماة “عشر ومضات” ومضات العشر تحتوي على قدر كبير من المعاني ضمن مفردات قليلة ، وكل ومضة هي تجربة شعورية فريدة تستحق القراءة ،في في قصيده “عشر ومضات” صوراً شعرية ،وطبقات دلالية وموسيقى اخادة بإيقاع خفي كتب عنه في هذا الناقد الأدبي سالم بوظهير ما استقطعته هنا للقارئ قائلا :

العلواني شاعر مختلف، فشعره (في عمومه)،لا يقف عند حسن اختيار المفردات والصور فحسب، لكنه  يحول الكلمات إلى صور وموسيقى، تم يبعث فيها من حسه الشاعري المرهف أحاسيساً صادقة وغنية ومتباينة، ليضمن أن تصل رسالته الشعرية إلى القاري بالشكل الذي يرنو إليه، وتحقق الأثر الذي ينشده.  هنا نعيد نشر قصيدته “عشر ومضات”، ثم نستعرض لمحة موجزة عن نتاجه الشعري ، وبعدها قراءة متواضعة لومضات الشاعر المدهشة والمفعمة بالحب، والحزن ، والأمل .. في عشر ومضات .. صورة شعرية أخرى أوردها الشاعر في ومضاته أمتازت ببراعة في التكتيف والإختزال .. لم يتقيد بوزن تقليدي ، لكنه اعتمد على بناء موسيقى ذات إيقاع داخلي خفي ومميز، نسج عبره موسيقاه الخاصة المستندة على تكرار الأصوات والسجع الخفي .. نجح الشاعر في تحويل قصيدته “عشر ومضات” الى مايشبه مقطوعة ترتيلية ، تتردد في ذهن القاريء حتى بعد الانتهاء  من قراءتها .

عشر ومضات

1

كلما رَتَّبْتُ الأشياءَ حولي

تبعثرْتُ في داخلي.

2

في حقيبة المسافر

ثمةَ حزنٌ مطويٌّ بعناية.

3

الجدرانُ

تعرفُ أنينَ المسامير.

4

السماءُ التي لا تُمطر

تنسى كيف تواسي الغيوم.

5

الذين يكتبون كثيرًا

ينسونَ الكلام.

6

الأبوابُ القديمةُ

تفتحُ على صريرِ الذكريات.

7

الأرصفةُ التي مررنا عليها

لا تزالُ تحتفظُ ببقايا خطانا.

8

عندما أهربُ من ضجيجِ العالم

أجدُ نفسي جالسًا إلى جواري.

9

العيونُ المتعبة

تعرفُ كيف تُغلقُ دونَ وداع.

10

في قاعِ القلب

ثمةَ أشياءُ لا يجيدُ البحرُ غَسْلَها.

شارك في العديد من المسابقات الأدبية ولم يحظ باهتمام يسهم في تطور تجربته الشعرية آنذاك .. ولكنه استمر حيث فتحت له المجال الواسع وسائل التواصل فبدأ في العام 2011 تواصلا ملحوظا عبرها للتعرف على تجارب شعرية عربية بهذا الانفتاح بشكل كثيف وعميق تطورت لديه التجربة الشعرية بشكل كبير .. فشارك في عديد المجلات والصحف والمواقع الأدبية العربية .. مثل :

_ مجلة العربي اليوم المصرية .

_ مجلة رسائل الشعر التي تصدر بالمملكة المتحدة .

_ مجلة نصوص من خارج اللغة الصادرة بالرباط .

_ مجلة كتابة المصرية .

_ صحيفة فسانيا الليبية التي تصدر في سبها ورقيا وإلكترونيا .

_ مجلة قصيدة النثر المصرية .

_ وموقع تذوق الفكر والأدب .

_ موقع بلد الطيوب الذي أنشأه المهندس الشاعر رامز النويصري في طرابلس منذ عقدين من الزمن الآن .  

إنني أصلي.

كي تطول الأوقات السعيدة

مع الأحبة.

كي نضحكَ أكثر.

ونُلقي نكاتاً أكثر.

ونمشي مسافاتٍ طويلة

نتذكر فيها أيامنا

القديمة.

*

أصلي.

كي أزورهم أكثر..

ولتصلني منهم كل يوم

رسائل اطمئنان

وصورٌ عتيقة التقطناها دون

ترتيب..

ولأمارس غضبي عليهم

دون خوف من غضبهم علي.

*

أصلي.

كي لا أفقد بهجة حضورهم

وسط كل هذا العبث..

ولأواصل ضحكي نكايةً في كل

ما يودني أن أتوقف..

ولأن الحياة من دونهم أسوأ

وإن امتلأت بغيرهم.

العلواني رجل القضاء والشاعر والروائي وكاتب القصة القصيرة مارس عمله القانوني منذ خمسة عشر سنة  قال : الشعر بالنسبة لي، لكنه حقيقةً ومن غير مبالغة، هو أهم وسيلة لي، للبكاء وللفرح وللحزن وللشكوى وللوجع وللحب ولكل ما لا يمكنني قوله بشكل عادي. إنه ما ألجأ إليه حين أحسب نفسي غير قادر على الكلام. نعم، فالشعر مخرج طوارئ لي، صحيح أنه لا يمكنه شفائي تماماً من كثير من آلامي، لكنه لم يفشل مرة في مواساتي، حيث كل قصيدة تربيته على صدري أو مباركة لخطوتي ، أو صراخ، أو ضحك ،  وقد مر بي حقاً ما يستحق الكتابة ، قصص وحكايات طريفة وحزينة وسعيدة وغيرها .. وأنا بالفعل كتبت الكثير منها ، ومنها ما ضمنته مجموعة قصصية هي الآن ما تزال مخطوطاً .. وفي العموم العمل القضائي مكان خصب للكثير من الحكايات .. إنه لا يتوقف عن مفاجأتك، وفرصة جيدة لممتهنه لاقتناص كتابات كثيرة منه.

أختم ماحاولت تجميعه من هنا وهناك عن سيرة هذا الشاب الناضج أدبيا وعمليا حد الوقوف أمام مايكتب ومع شخصه الإنساني بانبهار واقتراب ربما من ترتدي كتاباته معاطف الإنسانية وتتجلى بأناقتها ورقتها وقوتها معا لا يشعرك وإن لم تعرفه شخصا بل كلمة وصورة إلا بدفء ومحبة واحترام .. لذا وددت أن أختم لقرائينا الأعزاء عبر منصتنا مايقرب المسافة الروحية أكثر في سيرة ومسيرة الشاعر الروائي وكيل النيابة مفتاح سعد العلواني عبر لون آخر من كتاباته قصة قصيرة عنوانها ” ورم الأسئلة “ :

أنيس رجل بهواجس كثيرة.. يفكر بإفراط في أمور قد لا توجد لها إجابة.. غريبة أحيانا.. يفكر في خلق الكون.. في وجود كائن آخر في الفضاء الشاسع.. في جدوى السعي إذا كان كل شيء مقدراً مسبقا.. في عدم قدرة الإنسان على الوصول للسماء رغم وصوله للقمر، إنه يفكر أيضا في فائدة هذا الوجود برمته. 

–         فيم تفكر الآن؟

سأل خالد أنيساً.. بينما هما جالسان في الشرفة.

–         صمت أنيس قليلاً.. سحب نفسا مرتعشا من سيجارته التي تتآكل ببطء.. ثم قال:

أفكر في الموت حقيقةً.. إنه يصيبني بالحيرة.. الموت هو أغرب شيء أعرفه في حياتي.. أو ربما لا أعرفه مطلقاً من ناحية أخرى.. إنني أستغرب من مسألة اختلاف طريقته.. رغم أن فقدان الحياة هي النهاية على كل حال.. لكن لماذا يموت أحدهم مقتولا؟ ويموت آخر في حادثة سير مرورية.. وثالث بمرض ما.. ويموت آخرون جوعا.. أو بسكتة قلبية مفاجئة.. وهكذا.. لماذا كل هذا العناء في منح كل واحد طريقة خاصة لموته إذا كان سيلحق بأخيه في نهاية الأمر؟ لم لا يموتون كلهم بنفس الطريقة؟

سحب أنيس نفساً أخر من السيجارة بشكل يبدو غاضباً نوعاً ما.. مركزاً نظره على طول الشارع المقابل للشرفة كأنما يبحث عن أحدهم هناك.. ثم عاد لصمته.

–         بصراحة لا أعرف إجابة لأسئلتك يا صديقي.. قال خالد وهو يعطي ظهره لأنيس.. ثم أكمل:

سأخبرك بحكاية سمعتها في صغري.. حدثتني بها أمي.. تقول الحكاية أن فارسا وجد في طريق عودته للبيت من إحدى الغزوات جمجمة إنسانٍ ملقاةً على جانب الطريق.. فترجل عن فرسه وأخذها ليدفنها عند وصوله.. لكنه وعندما تفحصها وجد مكتوباً عليها: “يا راس ياما ريتي.. ومازال ياما تبي تحقي”.. فقال في نفسه: “ما الذي ستراه جمجمة أكثر من كونها قد صارت عظاما يابسة ؟”.. ثم لفها في قطعة قماش ودسها في سرج فرسه.. وعندما وصل لبيته.. بدأت زوجته في إنزال متاعه من على الفرس.. ثم وجدت قطعة القماش مربوطة في السرج.. وعندما فتحتها ورأت الجمجمة فزعت.. ثم قالت في نفسها: “لابد أن هذا رأس زوجته السابقة التي ماتت منذ سنوات.. وقد اشتاق إليها فذهب وأخرجه وعاد به”.. ثم أخذت الجمجمة وتوارت عن زوجها وبدأت بطحنها بالحجر حتى صارت دقيقاً.. ثم ذرتها مع الريح إلى الأبد.. وفي المساء وعندما تذكر الفارس أمر الجمجمة سأل زوجته عنها.. فأخبرته بما فعلته بها.. فحزن حزنا شديداً.. ثم قال لها: صدق من كتب على الجمجمة “يا راس ياما ريتي ومازال ياما تبي تحقي”.

–         لم تخبرني بهذه القصة؟ سأل أنيس.

–         قال خالد: لقد تذكرتها فجأة عندما وجهت لي كل الأسئلة السابقة.. وخطر ببالي أن أرويها لك.. لأنني أردتك أن تعرف أن الموت ربما لا يكون نهاية المرء.. وأن المعاناة قد ترافقه حتى وإن كان مجرد عظام.. وأن الناس سيطحنون رأسه إن عاجلاً أو أجلاً.. ثم واصل خالد حديثه:

دعك من هذا واسمع إجابتي عن أسئلتك لربما تجد فيها عزاءً ما.. صحيح أن اختلاف طريقة الموت قد يبدو أمراً زائداً.. وأن نهاية الحياة هي النتيجة الحتمية له مهما اختلفت طرائقه.. لكن يا صديقي ماذا لو توحدت طريقة موت الناس كلهم؟ ماذا لو عرف الناس في الغالب كيفية موتهم؟ إن ذلك مخيف حقاً.. إذا عرفوا مواعيد موتهم فإن ذلك سيكون مدعاة للارتباك بين الذين تقترب مواعيدهم.. وربما أحدث ذلك خللاً في موازين الحياة.. ولخاف أكثرهم كلما اقتربت مواعيدهم.. وتوقفوا عن الحياة في انتظار موتهم الوشيك.. هل توافقني الرأي؟

لم يجب أنيس الذي حاول سحب نفس أخير فاكتشف أن سيجارته تآكلت دون أن ينتبه.

سأله خالد مجدداً لكنه تشبث بصمته كأنه يقاوم شهوة الكلام.

–         أنمت مع جثة قبل ذلك؟ سأل أنيس خالداً ثم أردف:

أنا فعلت.. نمت مع رجل مات غرقاً.. ظل يتحدث إليّ الليل كله.. بينما مارست أنا الاستماع بشكل مفرط.. وبعينين مركزتين في اتجاه واحد.. تحدث عن كل شيء.. بكى.. ضحك.. تنهد.. تذكر أياما سيئة وأخرى جيدة.. تنفس ملحاً كثيراً وموجاً.. أطلق استغاثات لازالت طازجة.. والكثير الكثير من الفقاعات.. وفي الصباح قام بوجلٍ كبير.. قال بأن ذاكرة القشة مليئة بصراخ الغرقى رغم أنها لم تنقذ غريقا واحداً.. غطاني.. ثم همس بأذني: “أنت غارق أكثر مني”.

لكنني سأسألك عن شيء آخر.

لماذا ينتحر البعض إذاً؟ قال أنيس من دون أن ينظر لخالد وواصل: لماذا يقتلون أنفسهم بهذه الطريقة البسيطة والساذجة جدا؟ يقفزون من فوق بناء شاهق.. ينامون في حوض الاستحمام ويقطعون أوردتهم وينزفون حتى الموت.. يتناولون أكبر عدد من أقراص الدواء.. وأحيانا يخطون خطوةً واحدةً وأخيرةً ليقفوا أمام قطار سريع أو سيارة.

كل تلك الطرق للموت تافهة.. وأكمل:

إذا كنت تريد الانتحار فانتحر بطريقة أكثر صخباً.. دع الآخرين يرونك وأنت تفعلها.. حيث لا أحد منهم قادر على إيقافك رغم محاولاتهم.. انظر لوجوههم نظرة أخيرة تخبرهم من خلالها أن هذا هو الجواب عن كل شيء.

لكن.. لكن ما الفائدة من ذلك أيضاً؟ ما الذي سيجنيه المنتحر من هذه الضجة لانتحاره إذا كان في الحقيقة يموت برغبته لأنه لم يعد يعبأ بشيء.. ولم تعد تعنيه مواساتهم السخيفة لآلامه.

سرح أنيس قليلاً.. ثم عاد لتركيزه سريعاً.. تناول كوب ماء صغير كان بجانبه وشرب منه.. ورجع برأسه متكئاً على حافة الكرسي.. ابتسم بهدوء للهدوء الذي اقتحمه.. تأمل الشارع الطويل آخر مرة.. ثم استسلم للسم وهو يسري بجسده النحيل.

كان خالد يبحث عن إجابات تليق بهذه الفوضى المنطقية.. لكنه واصل توجيه سؤاله: “هل توافقني الرأي فيما قلته عن طريقة الموت؟”.. دون رد من أنيس.

ظل خالد متكئاً معطياً ظهره لأنيس.. ينتظره أن يتكلم.. أو أن يواصل طرح أسئلته على الأقل.. لكن الصمت طال هذه المرة.. التفت خالد لينظر في وجه أنيس كدعوة لمواصلة الحديث.. ارتبك.. لم يتحرك.. منح نفسه لحظة تأمل محاولاً طرد الفكرة التي اقتحمت رأسه.. نادى ثلاث مرات: أنيس.. أنيس.. أنيس.. لكن أنيساً كان قد فارق الحياة في تلك اللحظة.

في اليوم التالي.. سأل أحد المشيعين خالداً في طابور الجنازة: هل كان أنيس يعاني من مشكلة صحية ما؟

–         نعم.. قال خالد.. كان يعاني من ورم في الأسئلة.

في المساء.. وبعد انتهاء مراسم الجنازة.. عاد خالد لشقته حاملاً نفسه بصعوبة.. جلس في ذات الشرفة وعلى ذات الكرسي الذي كان قد جلس عليه أنيس.. تأمل الشارع الطويل أيضاً.. لازالت بقايا السجائر في المطفأة.. ولازال الكوب الذي شرب منه به ما يكفي لرشفةٍ أخيرة.. تدافعت بذاكرته كل الأسئلة التي سألها أنيس.. تذكر وجهه الأخير عندما كان صبياً يافعاً من دون كل هذا الأسى.. تذكر ابتساماته عندما كان يرسم لوحاته بشغف فنان عظيم.. بكى كثيراً كأنه لم يبك يوماً.. ضحك فجأة.. همس لنفسه: “مازال بدري يا رفقة”.. هدأ.. اتكأ برأسه على الكرسي.. رفع الكوب الصغير.. بدأ بتحريكه بشكل دائري.. قربه من أنفه محاولا استنشاق رائحة السم فيه.. ثم سأل نفسه أيضاً :  “لماذا ينتحر البعض؟”.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications