اطّلع نائب رئيس مجلس الوزراء عن المنطقة الجنوبية ووزير الدفاع بالحكومة الليبية أحميد حومة، صباح اليوم الأربعاء، في مكتبه بقاعة قصر فزان بمدينة سبها، على سير العمل بمحطة أوباري الغازية لتوليد الكهرباء، وذلك خلال لقائه مدير المحطة المهندس محمد الأنصاري.
وتُعد محطة أوباري الغازية أحد المشاريع الاستراتيجية الكبرى لإنتاج الكهرباء في جنوب ليبيا، حيث أُنشئت بمدينة أوباري لتغطية العجز المزمن في الطاقة الكهربائية بالمنطقة وربط الجنوب بالشبكة العامة. وقد انطلق مشروع إنشائها عام 2013 بواسطة شركتي “جيسكو” و”إنكا تكنيك” التركيتين، بهدف تلبية احتياجات المنطقة الجنوبية من الكهرباء، ودعم استقرار الشبكة، وخلق فرص عمل.
وأوضح المهندس الأنصاري أن المحطة تضم أربع وحدات توليد، بطاقة 160 ميجاوات لكل وحدة، بإجمالي قدرة إنتاجية تصل إلى 640 ميجاوات، ما يجعلها أكبر محطة كهرباء في إقليم فزان ومصدرًا رئيسيًا لتزويد مدن الجنوب مثل سبها، أوباري، غات، ومرزق، إضافة إلى أجزاء من الشمال الغربي.
وأشار إلى أن تصميم المحطة يعتمد على الغاز الطبيعي كوقود أساسي، مع إمكانية تشغيلها بالديزل كخيار احتياطي، وذلك باستخدام تكنولوجيا التوربينات الغازية من شركة “سيمنس” الألمانية. غير أن الظروف الحالية تفرض تشغيلها بالنفط الخام، ما يرفع تكاليف التشغيل ويستدعي صيانة وتنظيفًا متكررًا للتوربينات بسبب الرواسب.
وخلال اللقاء، بحث نائب رئيس مجلس الوزراء إمكانية تزويد المحطة بالغاز على غرار محطة السرير، حفاظًا على عمرها التشغيلي، حيث نوقشت آليات إنشاء خط أنابيب غاز يصل إلى المحطة وإجراء التعديلات اللازمة لتمكينها من العمل به. كما جرى التطرق إلى الحلول المقترحة للاختناقات الفنية، بما في ذلك إنشاء ورشة لصيانة المعدات وتنظيف الفلاتر، وإجراء العمرات الخفيفة، إضافة إلى توفير سكن ملائم للمهندسين والفنيين البالغ عددهم نحو 160 موظفًا.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء التزام الحكومة بدعم المحطة وموظفيها، ضمن مبادرة القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر “معًا من أجل الجنوب”، مثمنًا جهود العاملين في ضمان استقرار إمدادات الكهرباء لكافة مناطق الجنوب، رغم تحديات ارتفاع درجات الحرارة خلال ذروة الصيف وما يترتب عليه من ضغط على القدرة الإنتاجية.