أعلنت مديرية أمن سبها إعدام كميات من دمية “لابوبو” بعد مصادرتها من المحال التجارية في المدينة.
جاء ذلك في بيان مديرية أمن سبها، أن هذه الدمى اعتُبرت ظاهرة سلبية تتنافى مع التعاليم المجتمعية والدينية، مؤكدة استمرارها في مراقبة الأسواق لضمان عدم تداول مثل هذه المنتجات.
ظهور لابوبو وانتشارها
ظهرت “لابوبو” لأول مرة في عام 2015، ضمن سلسلة “The Monsters” المستلهمة من الأساطير الإسكندنافية، لكنها اكتسبت شهرتها العالمية في عام 2024 بعد ظهورها مع عضوة فرقة “بلاكبينك” ليزا، وهو ما جعلها جزءاً من أسلوب حياة المشاهير في جميع أنحاء العالم.
تتميز دمية “لابوبو” بعيونها الواسعة، وآذنيها المدببتين، وأسنانها البارزة، مما يمنحها مظهراً فريداً يجمع بين “اللطف والغرابة”، بحسب ما يصفها محبوها.

بدأت دمية “لابوبو” كإكسسوار عصري، ثم تحولت إلى رمز فني وأيقونة موضة عالمية، وهو ما جعل البعض على مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد مظهرها ويصفه بالـ “مخيف” ولا يرغب في الحصول على الدمية.
تُباع دمى “لابوبو” في عبوات تُعرف بـ”الصناديق العمياء أو العشوائية”، حيث يظل محتوى العلبة مجهولاً للمشتري حتى لحظة فتحها.
وهي دمية أثارت جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، لأنها تستهدف الأطفال خاصة صغار السن الذين باتوا يتعرضون لمحتوى لم يُصمَّم أصلًا لعقولهم أو مشاعرهم.
وظهرت لبوبو كمقاطع ترند على منصات مثل TikTok وYouTube، وتتميّز بمظهر سريالي مشوّه، وأصوات عالية وحركات هستيرية، تُقدَّم بشكل ساخر أو هزلي، وتوصف لبوبو بأنها شخصية وحش غريب الأطوار ابتكرها الفنان كاسينغ لونغ المولود في هونغ كونغ، واشتهرت من خلال التعاون مع متجر الألعاب “بوب مارت” البائع الرئيسي لها.
وأصبحت هذه الدمية رائجة على “تيك توك” بعد أن امتلكتها نجمات مثل ريهانا ودوا ليبا، وجعلتها جزءاً من الموضة الخاصة بهن، كما اقتحمت الدمية عالم الموضة من أوسع أبوابه، في العالم العربي وتحول في وقتٍ قياسي إلى إكسسوار أساسي وهوس عالمي، وتفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع.

أسعار لابوبو
ظهرت دمى “لابوبو” لأول مرة في الأسواق عام 2019، لكن في عام 2025، عادت لتنتشر من جديد.
قد تكون دمى “لابوبو” أرخص سعرا من غيرها، إذ يمكن اقتناء بعض نماذجها كسلاسل مفاتيح مقابل مبلغ بسيط، لكن أسعار النماذج النادرة تصل إلى 300 دولار أسترالي على موقع إيباي، وقد ترتفع إلى 1580 دولارا لبعض القطع المعروضة على موقع “بوب مارت”.
وتجاوزت مبيعات لابوبو مليار دولار، مما يجعلها رمزًا لنجاح الشركات الصناعية الصينية.
وتباع هذه الدمى غالبا ضمن “صناديق عمياء”، حيث لا يعرف المشتري النموذج الذي سيحصل عليه، ما يضيف عنصر الفضول إليها.
وتتميز الدمى بأسلوب فني يجمع بين الطفولة والرعب، وبالإضافة لذلك فتوزيعها محدود ما يخلق حالة من الندرة تزيد من الإقبال عليها.
ركز رواد تيك توك، المتابعون لأحدث الصيحات الدمى، أنظارهم على دمية واكوكو الجديدة والمنافسة لدمى لابوبو والتي تتميز بسعر أرخص، وذلك بعد احداثها ضجةً كبيرةً على الإنترنت كواحدة من أغرب صيحات الموضة وأكثرها إثارةً للجدل لعام 2025 بعد نجاحها من شركة الألعاب الصينية بوب مارت.


الآثار النفسية للابوبو
تحمل لابوبو مضمونا ومظهرا يحملان خصائص نفسية سلبية تؤثر في الصحة النفسية للأطفال، وذلك حسبما أكدت الأدبيات العلمية.
في هذا السياق، أوضحت دراسة نشرها Schneider et al في مجلة Child Psychiatry and Human Development أن التعرض المتكرر للمحفزات البصرية المخيفة – حتى وإن قُدّمت في سياق هزلي أو كرتوني – يرتبط بزيادة مؤشرات القلق الليلي، اضطرابات النوم، ومشاعر الخوف العام لدى الأطفال، خصوصًا من هم دون سن التاسعة.
وفي هذا الصدد أشارت الجمعية الأمريكية لعلم النفس، إلى أن الأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة يمرّون بمرحلة نمو إدراكي-انفعالي تجعلهم أكثر تأثرًا بالصور، الأصوات، والمحتوى الحسي المُشبع، دون القدرة الكاملة على التمييز بين الواقع والخيال، أي أن ما يُعرض أمامهم على أنه “لعبة” أو “مزحة”، يمكن أن يُخزن في أذهانهم كصورة حقيقية، تؤثر على الجهاز العصبي الذاتي (Autonomic Nervous System)، وتثير استجابات تتعلّق بالقلق أو الرعب.
وطالبت منظمة الصحة العالمية في 2021 بضرورة مراقبة المحتوى البصري والسمعي الذي يتعرّض له الأطفال، وتحديد ما إذا كان يتناسب مع مراحل النمو النفسي والعقلي، كما أكدت على أهمية تقديم بدائل ترفيهية تعزز الشعور بالطمأنينة والانتماء والأمان الداخلي، بدلًا من المحتوى الصادم أو المشوّه الذي قد يُمرَّر تحت غطاء “الضحك”.
ستبقى هذه الدمى أيا كان اسمها أو نوعها ظاهرة تحتاج لوقفة جادة خاصة إذا كان لها تأثير على النشء، كما أن منصات التواصل التي يتابعها الأطفال تحتاج أيضا إلى اهتمام من المسؤولين لفلترة ما يتم بثه عبرها.