عبد الله زاقوب
حينما نغني للوطن .. ونشيد عمارته .. نهتف عاليا
فليحيا الوطن
نهزج بتنوع يوحي للسامع والرائي بالتباين والاختلاف
لكنه الاختلاف المؤتلف والمتسق
فالمجرودة والكشك أو الموقف .. والزحلالي .. النخيخة والدبدابة والسواقي .. المرزكاوي وأغاني العلم .. وغناء الطوارق .. والدبدحة أو النخيخ وإلى ضمة القشة كلها مفتتح لنشيد واحد هو الوطن .
عميقة ومتجذرة .. نابعة من السويداء .. هي كلمات الحب التي تشيد بالمعشوقة والحبيبة .. ومن هي تلك الحبيبة ؟
هي حبة في مسبحة الوطن .. هي التميمة والأيقونة المباركة .. هي نجمة من نجوم الوطن .. هي بيت في القصيدة .. هي قطرة في بحر الوطن .
فحينما يتغنى الشعراء الشعبيون في قصائدهم المصحوبة بإيقاع وتصفيق الأيدي الموحد .. الموحي حتى وإن غمض بعض مايقال .. لكن دائما .. نجد أنفسنا مشدودين إلى ذلك الإيقاع الإنساني الرفيع .. الصادق والموغل في بدائيته وشفافيته الفطرية .
حيث يحيلك البوح المفضي .. إلى الأعماق الرحبة المورقة .. والمعتزة بتراب الوطن .. والتي أثبتت عبر الزمن ودائما .. بأنها وفية ولم تفرط في شبر من ترابه
من هناك … من سواحل درنة وهضاب البطنان إلى الجبل الأخضر الشامخ والوارف الظلال إلى سواحل الخليج المعمَّد بالدم .. إلى نخيل ووديان مصراتة وزليطن والخمس .. إلى عروس المدائن المزنرة بالحدائق .. والجنان والبساتين الموشاة بالفل والزعتر والقرنفل والياسمين .. طرابلس التي تكسرت على ضفافها وشواطئها سفن الأعداء والقراصنة .. عبر الحقب والسنين ..إلى بنغازي الشامخة شموخ جبال أكاكوس .
إلى الزاوية بحقولها الغناء المطرزة بالليمون والزيتون ومنجبة الفرسان .. إلى غريان الرابضة بعزة وإباء فوق الجبل الأغر .. إلى غدامس واحة الفن والعشق الصوفي التليد … إلى واحاتنا مرتع الخصب ومنبع الفن الخالد ومصدر الإلهام .. والصخرة التي تحطمت عليها هامات الغزاة الطامعين .