حرارة اليأس تأكل مفاصلي
والمطر صفيق أختل توازنه
وصار خبط عشواء
نهار قائض
وأخر
مشوب بالبرد والمطر
الأطفال
يرزحون تحت عبء
حقائبهم الثقيلة جداُ
والنتيجة
أجيال من الأقزام
ابتلعت قاماتهم
كتب مكررة
والصعبة الفهم
الدراسة أيضا متقطعة
كمطري هذه التعيسة

منذ العام 1990 وهي تمتهن الكتابة الصحافية وعرفت في الوسط الصحفي تلك الهمامة الباحثة عن جديد الكتاب متنوعة العطاء الصحفي بين ” مقالة , فاستطلاع , فتحقيق , فلقاء ” تغلغلت الوسط الثقافي وجل من فيه أصدقاء يحترمونها كما تبش هي فرحة بنتاجهم وبحثا عنهم في حال غيابهم .. سالمة المدني يحق لها بعد هذه المسيرة الصحافية التي فيها تولت عن جدارة رئاسة تحرير صحيفة الشط ومن ثم مجلة البيت وعبرها اهتمت بالآخرين وأعمالهم الأدبية والثقافية المتنوعة .. يحق لها أن تجمع هي ماتبعثر من نتاجها الشعري وتعلن عن نفسها الكاتبة الشاعرة وأيضا صاحبة الدراسات في الموروث الذي تخيرت منه ربما لأمومتها المفرطة ومشاعرها الفياضة تولت أن تجمع أغنيات الأمهات كما نسميها بالليبي ( الترجيب ) و ( المهاجاة ) أهازيج مموسقة تتكون من بيت واحد أو أكثر كالرباعيات تغنيها الرحاية ( صاحبة البيت ) أثناء طحن قمحها وشعيرها أو بهارات الطهي .. أو أثناء ( التهواية ) على الطفل ولكل لونه إذ تختلف ترجيب التهواية على الذكر في الموروث التربوي الليبي عن الأنثى .. وكلنا في شوق ننتظر ماستجمعه المدني لإثراء المكتبة الثقافية الليبية .. أما الآن فبين أيدي القارئ ( كومة فرح ) رمتها سالمة المدني التي تقول عن الشعر حينما يعن على خاطرها وتستحلي مخاض المشاعر والكلمات : الشعر غيمات من الفرح محملة ببدار الحب الذي يزين الارض والمطر الذي يغسل القلوب ، فتصفو وتحلو الحياة .

أما عن كومة المشاعر التي صدرت أخيرا في 2024 م وعلى حسابها الخاص فقد أصدرتها بعد أن يئست من تبني وزارة الثقافة لمخطوطها القابع في ديوان الوزارة مايخص طباعة الكتب منذ العام 2019 م وحتى أنها وقعت عقدها معهم وظل ينتظر الفرج عن الفرح الذي في جعبتها وتريد نثره بيننا نحن من نرغب معرفتها بشكل آخر سالمة الشاعرة لا سالمة صاحبة الجرأة الصحافية حين تمارس مهنة المتاعب وتجري وراء الخبر وتمحص الموضوعات بين استطلاع وتحقيق واستقصاء للحقيقة وراء كل حدث ..
كومة فرح وليدها الشعري الأول ديوان أنيق بلوني غلافه الأبيض والأزرق كما تخير له الفنان التشكيلي عادل سالم هيئة غلافه من كل بد بما يتناسب ومحتواه المكون من خمسين نصا أهدتهم للقراء جميعهم ولكنها خصت الكتاب برمته لجنتها على الأرض لوالديها فتقول بكل الحب : العمل اهديته لوالدي وهما مدرسة من القيم والمحبة وبذار الفرح والفزعة، واهديته الى اخوتي عدتي في النائبات وجنائن الروح وبهجة القلب واخواتي اتكاءاتي وفضاءات الجمال والبهاء والباسقات واهازيج العمر الجميل امهات وابنائي وفرح قلبي .
الليل أخرق ومعتوه
يحتسي قهوة ملبدة بالقرف
ويتعامى عن كأس المغامر
يُعريد في الشوارع المتربة
بالذخائر وصديد الأسلحة
ويغني للموت المجاني
وقلائد الشهادة والحوار العين
الميداليات تفوق الغفران
والجنة تحصيل الفتوى.

كان احتفالا أنيقا بعد صدور ديوانها الذي تأخر سنوات أربع وكأنه يتكلل بالمعنى الليبي ( خمسة وخميس ) لتوقعه الشاعرة في العام الخامس بعد أن نشر عن دار الفورتي للنشر والطباعة . بنغازي شاكرة الأستاذ محمد الفورتي صاحب المطبعة الذي استقبل منها المخطوط ليكون جاهزا مع بداية 2025 م وفي مساء يوم الإثنين 24 مارس 2025 م ، أقيمت أمسية شعرية أقيمت كانت ضمن فعاليات مهرجان “ليالي الخير” الذي يقام سنويا في المدينة القديمة بطرابلس تزينت الأمسية بمولود الروح الأول لسالمة المدني المحتفى بها وبكتابها لتتكلل الاحتفالية بصوت سالمة الذي تغلغل أعماق المحتفين بها من مثقفي ليبيا عامة كتاب وأدباء وصحافيين ومهتمين وأهلها وأحبتها فتبدأ بما سر الجميع إهداء الديوان والذي نختم به نحن هذا الحدث الثقافي الذي جمعناه مستمتعين بكلمات الزميلة صاحبة المشاعر الفياضة تجاه الجميع .. جاء في إهداء كومة الفرح :
” أهدي هذا الكتاب الى والدي ، مدرسة القيم والمحبة، نداء الفرح والفزعة ، عشاق الحياة ، رحمهما الله رحمة واسعة.
الى أخوتي تشجيعهم للعلم ودعمهم ، تربية وسند وعدتي في النائبات، عطفهم وحنانهم بحجم الكون، جنائن الروح وبهجة القلب.
الى أخواتي اتكاءاتي ، فضاءات الجمال والبهاء، الباسقات شايلات الحمل ، امهات ابنائي وفرح قلبي وأهازيج العمر الجميل.
_______ **
استقت الخبر / الكاتبة عفاف عبدالمحسن