الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-09-09

10:00 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-09-09 10:00 صباحًا

وجع الغياب ترك شجر الكلام في مهب القبلي

مقام الأدب.jpg01

كتبت / عفاف عبدالمحسن :

ترك العجيلي ( شجرالكلام ) مع بداية الخريف وكأنه لا يرغب أن يرى أوراقها تتساقط جافة على إسفلت قسوة الحياة وهو ذاك الهادئ الورع حامل هم اللغة العربية بين تلاميذه ومريديها وعشاقها لتسحل ( في مهب القبلي ) فتنسى وتهمل بين ألسنة جديدة سقت جفوة اللغة وحلاوة شجرة الكلمات العربية لتشرب من معين لغات أخرى ليست لغة أهل الجنة حتما ولكنه أعلن قبل رحيله أنه سيظل غارقا في يم عربيته بكلمته الشعرية الوارفة الممعنة قائلا ( أنا لن أشرب من ماء البحر ) متمنين له الرحمة والمغفرة الشاعر الهادئ الملامح والطباع .. الكيس الرفيق ( عبدالسلام محمد الهوش لعجيلي ) غادر دنيانا الفانية كما طبعه دون ضجة يوم الخميس 13 / 8/ 2025 م ليوارى الثرى لمأواه بجوار القدير الذي تخيره يوم الجمعة 15/8/2025 م .

_ نعته الشاعرة خديجة بسيكري كاتبة :

بهدوئك المعتاد .. غادرتنا دون وداع .. في ركن قصي وابتسامة خجولة حينما صدحت … أنا لن أشرب من ماء البحر .. عندما صمتنا جميعا وشربنا لعابنا .. تقبلك الله برحمته وعزانا فيك واحد أيها الشاعر عبدالسلام العجيلي.

_ كتب ينعيه بألم الفراق المعتصر الأفئدة المحبة الشاعر حمزة الحاسي : سوف لن تنساك الأماكن التي مرت بها خُطاك (المدينة القديمة ، ميدان البلدية ، بيت درنة الثقافي ، نادي الافريقي ، نادي دارنس ، ومقهى النجمة) وكل الشوارع والأزقة التي رافقت لُغتك لنتنفسها شعراً

وداعاً يامُعلمي .. وداعاً ياصديق الحرف واللّغة

سوف تفتقدك الأماسي والصحافة وطلاب صفك الأفياء.

 لن يموت شجر الكلام .. ولن يذهب الشعر في مهب القبلي .. رحمك الله وغفر لك وأسكنك جنات النعيم.

_ نعاه الأديب محمد اسويسي ابن مدينته درنة قائلًا : « ابن الزاهرة ، وسليل هذا الوطن الغالي ، صاحب المواقف النبيلة والكلمة الصادقة ، لقد فقدنا برحيله قامة أدبية وإنسانية ، ومربيًا فاضلًا ، ومثقفًا متميزًا لم يدخر جهدًا في دعم الحراك المجتمعي والسعي نحو الأفضل .. كان صوته صوت الحق ، وكان حضوره مفعمًا بالصدق والوفاء ، يجمع بين رقة الشعر وسمو الأخلاق. نم قرير العين أيها الوفي النبيل ، فالرائعون لا يغيبون ، بل تبقى سيرتهم نبراسًا يُهتدى به ، وتظل كلماتهم تنبض بالحياة في قلوب من أحبوهم ».

_ نعاه الكاتب والصحفي الكبير محمود البوسيفي بكلمات وجيزة مؤثرة: «ضوء آخر في وجع الغياب».

_ محمد بركة قال فيه :

مثلما كان هادئا بحياته، يزهد في الأضواء ويؤثر الابتعاد الراقي على الحضور المفتعل، رحل دون ضجيج الشاعر الليبي عبد السلام الهوش العجيلي عن عمر ناهز 65 عاما، بعد مسيرة حافلة حفر فيها بصمته في القصيدة العربية الحداثية ومنح فضاءاتها توقيعا بمذاق الشجن والعذوبة والحنين .. كان العجيلي، رغم موهبته القوية وأسلوبه اللغوي الثري بتراكيب مختلفة ورؤى فكرية تنحاز للإنسان، ضحية التجاهل النقدي والمناخات الإعلامية الثقافية التي باتت تعطي الأولوية لمن يجيد فنون العلاقات العامة ويمتلك رصيدا ضخما في مصرف العلاقات والمجاملات الشخصية .. ولد بمدينة “درنة .. 1 / أكتوبر / 1960م  وحصل على ليسانس اللغة العربية من جامعة سبها 1987م  ، كما كان شديد الارتباط بمسقط رأسه وهو السبب الرئيس أن عمل في “درنة” في مجال التدريس .. والمعلومات عنه شحيحة للغاية ، فهو أخلص للقصيدة ولا شىء سواها، فلم يهتم بتوثيق تجربته أو نشر الكثير من نصوصه عبر فضاءات الإنترنت، كما كان مقلا للغاية في الظهور الإعلامي،  ونادرا للغاية ما تصادف حوارا ثقافيا أو تصريحا إعلاميا له ..

_ بقلب ملؤه الاسى والحزن انعي صديقي الطيب الشاعر المدهش وصاحب المواقف الإنسانية الجميلة .. أستاذ اللغة العربية وابن مدينة درنة المشواشي الاخير الشاعرعبدالسلام العجيلي الذي صدمني خبر موته حيث لم اسمع بمرضه ولاتوعكه فهالني أن يغادر بسرعة وبهدؤ وتؤدد ..هكذا انسل من بيننا دون أن نسمعه أو ندعوا له بالشفاء أو نتصل لنطمئن عليه .. في غفلة تسرب ريحان درنة .. واطرقت روابي المدينة وخرست منابرها .. دونما ضجيج غادرنا العجيلي

كأن البلاد لم تعد تستهويه .. كأنها لاتمطر .. كأن الجدب خنق كلماته .. كأن رفاقه تخلوا عنه .. لا اعرف أي ألم جعلك تغادر .. وأنت الحكيم والصبور والطيب والحالم .. يا عبدالسلام العجيلي  .. ياسليل النبل والدماثة والأدب .. رحمك الله رحمة واسعة .

تعد تجربة الشاعر الراحل إحدى التجارب الشعرية المتميزة في المشهد الليبي، حيث سعى إلى خلق عوالمه الخاصة من خلال إصداراته الشعرية التي عكست رؤيته الجمالية واهتمامه بالهم الإنساني والوطني .

أنا لن أشرب

من ماء البحر

حتى وإن كان

الليل بطيئ الكواكب

والشوارع بلا أحلام

سأسخر من كل

فجر كاذب

ومن كل نهار

مغشوش

ولن أسمح للغبار

أن يعتلي جلد الكلام

سأروي لأولادي

قصة “الرجل”* الذي جرّ

بعكازه ساقية

فأشعل البلاد

بالغزل والغناء

أيقظ أوائل وردها

وهدهد هديل حوافها

وأعلنها محجّة

إليها تشد الرحال

أنا لن أشرب من ماء البحر

لكني سأقود زرقته

الى عيون الليبيات

الطاعنات في العطش والعجاج

وسأترك الأمنيات ” للأسمر” * العاشق

منتعل الموج معراج الزرقة

مغيث المستصرخات

أنا لن اشرب من ماء البحر

لكني سأفرش “رمال رأس التين” * الذهبية

لكل الفارين من ضيق القصائد

وبخل الوسائد

وكل الهاربين

من سياط “الملثم ” *

جلاد المراكب والدوالي

والوقت الجميل

أنا لن اشرب من ماء البحر

حتى وإن تجعّدت الظلال

وصرت ديكاً أعمى

سأرقص وأغني

وسوف يتبعني

العشاق والدراويش

نضفر سوياً

من المآذن والأجراس والطواحين

موسيقى …

نفرشها …

نصلي …

ونَسْتسقي …

ونهتف…

هذه بلادنا

نشرب غيها

إن شحَّ غيمها

وسنبقى …

عليها عاكفين

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications