تداول نشطاء مقطع فيديو لرجل يقوم بتصوير عامل مصري يقاوم أسدًا أطلقه عليه في صورة مزاح وتسلية، إلا أن الفيديو أثار استياء الشارع الليبي وبعض النشطاء المصريين على حد سواء.
المقطع يظهر العامل بحالة فزع وارتباك شديدين، حاول إخفاءهما بابتسامة، إلا أنها تهاوت بعدما التف الأسد حوله بمخالبه وبدأ في عضه، بل استبدلت تلك الابتسامة بالاستجداء بالتوقف خاصة بعد تعرضه للألم والإصابة بجروح جرّاء عضة الأسد، في الوقت الذي كان فيه صاحب المزرعة يوثّق الواقعة ويضحك غير عابئ بما يمكن أن يتسبب به الحيوان المفترس من إصابات خطيرة.
لم يتبين من الفيديو المكان الذي تم تصويره فيه، ولكن بشكل عام أصبحت تربية الحيوانات المفترسة ظاهرة منتشرة في ليبيا.
تسجيل حوادث
وجرى رصد حيوانات مفترسة “أسود ونمور” تتجول رفقة أصحابها في الشوارع والأماكن العامة وداخل الأحياء السكنية، وقد تم الإعلان عن عدة إصابات ووفيات جراء هذه الحيوانات خاصة التي هربت من أصحابها.
وفي هذا الصدد تم الإعلان في أبريل 2024 عن هروب نمر من صاحبه في مسلاتة وقد تم رصد تجوله في الشوارع التي أصيب الناس فيها بالهلع والفزع فور مشاهدته.
وتسببت تربية الحيوانات المفترسة في حوادث كثيرة، من بينها إعلان مصرع طفل لم يتجاوز 4 أعوام نتيجة افتراسه من أسد كان يربيه والده في مزرعته باجدابيا.
وفي ديسمبر 2024 وتحديدا في طرابلس، تحوّل حفل زفاف إلى مشهد من الفوضى والهلع، عندما هاجم أسد هائج المدعوين، بعدما قام أحد الحاضرين باصطحاب أسر معه إلى قاعة الأفراح، ما أثار دهشة الحضور، وأظهر الفيديو أن الأسد بدا غير مرتاح للعدد الكبير من الأشخاص حوله، ورغم محاولات صاحبه السيطرة عليه، تمكن الأسد من الإفلات وهاجم مجموعة من المدعوين الجالسين.
وفي حادثة شبيهة اختار شاب ليبي أن يكون حفل زفافه غير مألوف، فاصطحب نمره لمشاركته فرحته، حيث ظهر نمر غير مقيّد يركب بهدوء في الصندوق الخلفي لسيارة رباعية الدفع تتقدم موكب زفاف مهيب شاركت فيه عشرات السيارات، وبجانبه أصدقاء العريس، وذلك في جولة جابت الشوارع الرئيسية بطرابلس.
وفي حادثة أخرى تم الإعلان عن وفاة عامل سوداني بعدما هجمت عليه مجموعة من الأسود التي كان يقوم برعايتها، داخل مزرعة خاصة في مدينة بنغازي.
قرار الحكومة الليبية
بعد هذه الحوادث قرّرت الحكومة الليبية في يوليو منع الاحتفاظ بالحيوانات المفترسة وتربيتها في المنازل والمزارع أو الأماكن الخاصة، أو تركها تتجول في الشوارع لأي سبب، وحينها أمهلت الحكومة مربي تلك الحيوانات مدة أقصاها 15 يوماً لتسليم الحيوانات المفترسة لوزارة الداخلية، تمهيداً لإيداعها في الأماكن المخصصة لها، كما حظرت استيراد أو إدخال الحيوانات المفترسة إلى الدولة، محذّرة المخالفين لهذه الإجراءات.
وعلى الرغم من القرارات الحكومية إلا أنها لم تُدعم في كافة انحاء البلاد -رغم أهميتها- من ناحية، كما أنها لا تُطبَّق بصرامة من ناحية أخرى، ما جعل الظاهرة تستمر في الانتشار على نطاق واسع.
موقف النشطاء
بعد انتشار الفيديو أطلقت دعوات عديدة عبر المنصات لمحاسبة صاحب المزرعة على تصرفه، باعتباره شكل من أشكال التعذيب النفسي والجسدي للعامل المصري.
وطالب مغردون السلطات الليبية بالتدخل الفوري لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، وتشديد العقوبات على من يربون الحيوانات المفترسة أو يستخدمونها كوسيلة لإذلال الآخرين.
كما طالب ناشطون مصريون وزارة الخارجية بمتابعة القضية لحماية حقوق العمالة المصرية في الخارج، مؤكدين أن كرامة الإنسان لا يمكن أن تكون محل استهزاء أو عبث.
ما بين استمرار تربية الحيوانات المفترسة وبين المطالب والجهود الساعية للحد منها تبقى الحوادث ومقاطع الفيديو التي تتناقلها المنصات خير دليل على عدم الوعي بخطورة مثل هذه الحيوانات.
