أكدت المبعوثة الأممية إلى ليبيا هانا تيتيه خلال إحاطة لها بمجلس الأمن إن الوضع الاقتصادي في ليبيا مازال متردياً.
وأضافت تيتيه أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها مصرف ليبيا المركزي ووزارة المالية – بما في ذلك الأتمتة الأولية لمدفوعات رواتب القطاع العام في المناطق الخاضعة لسلطة حكومة الوحدة الوطنية وإنشاء منصة شفافة لحجز العملة الأجنبية وترخيص شركات صرافة رسمية – خطواتٍ جديرة بالثناء لتحسين الرقابة المالية وكبح جماح سوق الصرف الموازية.
وتابعت تيتيه أنه مع ذلك، فإن أثرها الإيجابي سيكون محدوداً إذا استمرت عمليات الإنفاق العام الموازية، ولم تُتخذ خطوات لمعالجة قضايا الفساد المستشري.
وأعادت البعثة تأكيد دعوتها إلى اعتماد ميزانية موحدة وواقعية ومتوازنة تعكس الأولويات المتفق عليها وتعزز الاستدامة المالية والاستقرار النقدي. كما حثت جميع الجهات المعنية التي تتلقى رواتب عامة في جميع أنحاء ليبيا على الانضمام إلى النظام الآلي لدفع الرواتب.
وحول الوضع الأمني أكدت المبعوثة الأممية أن الوضع في البلاد مازال متقلباً للغاية، مع تزايد التحشيد من جانب جميع الأطراف وأضافت ما يزال الوضع الأمني في طرابلس مبعث قلق بالغ. وبينما تم الحفاظ على هدنة هشة عقب الاشتباكات التي اندلعت في منتصف شهر أيار/ مايو 2025، تلقينا تقارير موثوقة تفيد بوقوع بعض الانتهاكات لم تتفاقم لحسن الحظ. ولم يُحَلّ بعد الخلاف بين حكومة الوحدة الوطنية وجهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب مع استمرار حالة التوتر الشديد.
وحثت تيتيه الطرفين على حل المسائل العالقة بالحوار وتجنب التقدم بمطالب قد تصل حد الاستفزاز فيما بينهما. وأُشادت بجهود الوساطة الليبية الجارية في هذا الصدد من خلال لجنة الترتيبات الأمنية والعسكرية ولجنة الهدنة التي ستواصل البعثة دعمها.
وقالت البعثة الأممية أنه بين شهري مارس ٢٠٢٤ أغسطس ٢٠٢٥، وثّقت البعثة ٢٠ حالة وفاة أثناء الاحتجاز منها حالتان وقعتا منذ إحاطتها الأخيرة إلى المجلس، إحداهما وفاة عبد المنعم المريمي، وهو ناشط سياسي، في ٤ يوليو ٢٠٢٥ أثناء احتجازه في طرابلس، وذلك بعد وقت قصير من صدور أمر بالإفراج عنه، حسبما أفيد.
وتابعت تيتيه أن هذه الحالات تعد أحدث الأمثلة على نمط واسع النطاق ومستمر من الانتهاكات الجسيمة التي تُرتكب في جميع أنحاء البلاد دون عقاب، بما في ذلك ضد المهاجرين واللاجئين، والتي تؤججها المعلومات المضللة وخطاب الكراهية في بعض الحالات.
وقالت تيتيه مما يثير الفزع الإعادة القسرية للمهاجرين إلى مناطق النزاع، بما في ذلك السودان. ففي الكفرة، يتجاوز عدد اللاجئين السودانيين عدد سكانها والظروف هناك مزرية. وليس بمستغرب أن يكون هذا مصدر توتر.