سالم العبار
” الكون يقين يسعى الى يقين ” _ ” الكون دائرة مفتوحة تتوق للاكتمال فى دائرة اكبر ” تماما كدوائر تصنعها قطرات المطر .. فى مستنقع صغير .. تتسع فتذوب .. فى خضم كبير وكتخلق البذرة من التشقق الى الإثمار وقصة الانسان من الميلاد الى الممات عبر محطات من بدايات ونهايات لا تعنى شيئا سوى أنها مجرد جهد يبذل فى فضاء من مكان وزمان فسيحين لينغلق فى فضاء محدد كما يطبق الفرجار بإطار على نقطة كانت تشكل برغم صغرها فضاء فسيحا لا يحده زمان ولامكان لذلك يعمل اللاوعى فينا على البحث عن نهاية للخط المستقيم حتى وإن خرجنا عن استقامته بمنحنيات وانكسارات كما يغلق الدائرة المفتوحة ويكمل الاشياء الناقصة مدججا .. بما اكتسبه من معارف وخبرات .. حتى وإن أسعفته فى بلوغ نقطة الاكتمال .. شعر بأنه اكتمال ناقص .. فخرج عن الإطار خروجا لا معنى له سوى اجتهاد جديد .. فى رحلة البحث عن اليقين والإحاطة والشمول .. هذه الرحلة فى خضمها لا تخفى مشهدية المحافظة على النوع .. فإذا بالإنسان يجتهد فى الوصول الى محطة النهاية .. فدائما ثمة نقطة وصول هى الهدف المؤقت .. المفضى الى غاية أكبر .. وكأننا بالإنسان ينطلق من التقييد .. ليبلغ التجسيد .. الكون كله يسمو الى الكمال .. وهذا الكمال والاكتمال والتجسيد .. من طبيعة تكويننا .. فعقولنا لا تغفو لحظة .. حتى تعيد قراءة ما سلمت به .. وهكذا كل النتائج والمسلمات والنهايات .. هى بدايات لرحلة لا تنتهى .. وهذه الوقدة فى العقل الإنسانى .. تجعل النسان إلها صغيرا .. يطمح الى الخلود .. ويبحث عن امتداد له فى الحياة .. وبقدرته على الإبداع على غير مثال .. يبحث عن النهائي فى اللانهائي .. فى انتظار ان يمتلك الزمان والمكان .. فيقفل عليها ويضع المفاتيح فى جيبه ويستريح .
