مع إعلان دار الإفتاء الليبية، أنّ غدًا الأحد، هو المتمم لشهر صفر، يكون بعد غدٍ الإثنين هو غرة شهر ربيع الأول.
وتوافقت مع هذا الإعلان دور الإفتاء في دول الجوار (تونس ومصر)، اللتان أتبعتا إعلانهما بتحديد موعد المولد النبوي الشريف الذي يوافق يوم الخميس 12 ربيع الأول، 4 سبتمبر القادم.
ويُعد المولد النبوي من أبرز المناسبات الدينية التي يحتفى بها المسلمون في مختلف أنحاء العالم، حيث تقام الاحتفالات الدينية والفعاليات الروحية التي تعبر عن محبة النبي واستلهام سيرته العطرة.
واعتادت الحكومتين المصرية والتونسية إعلان يوم المولد النبوي إجازة رسمية في القطاعين العام والخاص، وذلك في مسعىً لمنح فرصة للمواطنين للاحتفال بهذه المناسبة الدينية.

وعلى الرغم من اختلاف أوجه الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الدول العربية والإسلامية، إلا أن الأهازيج الدينية والصلوات والأدعية وذكر السيرة النبوية والجلسات الدينية في المساجد سمة غالبة على مختلف الشعوب العربية والإسلامية.
الاحتفال في ليبيا
تتمثل أوجه الاحتفال في ليبيا بالمولد النبوي عبر ارتداء الملابس الجديدة، ووضع الكحل للفتيات، والاهتمام بقص الشعر.
ويسبق الاحتفال بالمولد «ليلة الموسم» وتبدأ عقب صلاة المغرب، وتُشعل فيها الأُسر الشموع والقناديل في أرجاء البيت.
وفي صبيحة يوم المولد النبوي تقوم غالبية الأسر بإعداد وجبة العصيدة المصنوعة من الدقيق ويضاف إليها العسل أو الزبدة.
ومن مظاهر الفرح والذكر، الأهازيج التي تجوب الشوارع من قبل الفرق الصوفية في مختلف المدن انطلاقاً من المساجد والزوايا الكبرى.
إلى جانب هذه الأجواء المبهجة يتم شراء الألعاب والهدايا للأطفال، ومنها «الخميسة» وهي عبارة «شجرة ميلاد» التي تُصنع يدوياً من هيكل خشبي على هيئة شجرة تزين بالورود البيضاء والحمراء والوردية وفي قمتها توضع «الخميسة»، وهي شمعدان على هيئة يد مفتوحة توضع فيها الشموع، إضافة إلى الألعاب النارية التي تباع في الأسواق على الرغم من منعها من قبل الأجهزة الأمنية والحكومة وجهود مصادرتها، وعادة ما يخلف اللعب بتلك الألعاب النارية عددا من الإصابات بين الأطفال.
الاحتفال في مصر
تحرص المحلات التجارية المتخصصة في بيع الحلوى، على طرح أنواع الحلوى والمعروفة باسم “حلاوة المولد”، والتي تتنوع ما بين سمسمية وحمصية وملبن بألوانه المختلفة والمكسرات وغيرها من الأنواع الأخرى التي انضمت للحلوى مثل النوجا، مع طرح عروس وحصان المولد والتي تشتريها الأسر بمختلف طبقاتها الاجتماعية، بالإضافة إلى إقامة حلقات الذكر في المساجد للاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

الاحتفال في تونس
تحتفل تونس بالمولد النبوي الشريف من خلال إقامة حلقات ذكر وتحضير المأكولات المختلفة مثل وجبة العصيدة، والتي تزين بالفاكهة وتوزع على الجيران وأفراد العائلة، بالإضافة إلى زيارة أولياء الله الصالحين وتبخير المنزل.

وتشتهر الاحتفالات في مدينة القيروان التونسية التي ترتدي أبهى الحلل وتتلألأ الأضواء من أزقتها ومساجدها وتكون قبلة الزوار، فيتحوّل مقام “أبي زمعة البلوي” إلى مزار للوافدين والسكان المحليين والأجانب، وتتلى السيرة النبوية في مسجد عقبة بن نافع، أحد أقدم المعالم الإسلامية في تونس وشمال أفريقيا، ويحبب فيها مشاركة الأطفال، وتنظّم مسابقات حفظ القران.
ما بين إعلان قرب موعد المولد النبوي الشريف في الدول العربية، ومظاهر الاحتفال بالمناسبة، تحظى بعض الدول بإعلان هذا اليوم إجازة رسمية ليتمكن المواطنون من إقامة الاحتفالات المناسبة.