إبراهيم الككلي
كلما رفع عرافهم يداه المعوجة نحو السماء …. تمطر ربيعا ومرت الأيام والشهور والسنوات .. وذات مرة صبيهم الذي وضع ( أيباده ) جانبا وقال أيها المصلحون هذا كبيرنا الذي علمنا السحر .. خدوه وارموه في غياهب الجب فالمستقبل سيكون لنا .. وانطلق بعدها بسيارته التوسان مسرعا نحو شوارع القرية … محدثا الغبار الذي غطى به تلك الشوارع وفي صباح اليوم التالي .. كان الذي كان … وكان علي بابا وعصابته أربعون حرامي .. يعيثون فيها فسادا .. وبذات اليوم تدحرجت صخرة سيزيف وانشقت عن أبكم القرية ..
وقال : صباحكم عبارات مخنوقة وود مفقود ووادي جارف ورمادا حارق فطوبى لكم .
وانطلق .. انطلق نحو التلال يعدو عاريا وفي تلك الليلة انتحرت كل دواب القرية .. وذات أشجارها ذبول الموت وبكت السماء وكأنها .. لم تبكي من قبل … وكانت السيول والنيران تجرف كل الاشياء وجيوش شيشنق تمخر عبابها نحو التلال .. وسيد الخواتم يرمي بها نحو كوة النار .. ونيرون وجيوشه يتراقصون حولها طربا وبهجة
أما حارس الموتى الذي يقود الارواح نحو رحلتها الأبدية يرمق روح العراف المبتسمة .. ويؤمي بعصاه نحوهم ويصبح ……… هذيان . هذيان . هذيان