موسم سقوط الأمطار بين الاستعدادات لاستقباله والمخاوف من تكرار معاناة كل عام

يقترب موسم الشتاء من الحلول، وقد بدأت بوادر تقلب الجو والتحذيرات من احتمالية سقوط أمطار على بعض المناطق.موسم سقوط الأمطار بين الاستعدادات لاستقباله والمخاوف من تكرار معاناة كل عام

يقترب موسم الشتاء من الحلول، وقد بدأت بوادر تقلب الجو والتحذيرات من احتمالية سقوط أمطار على بعض المناطق.

التنسيق مع الأرصاد الجوية

وفي هذا الصدد بدأت الاستعدادات لموسم الأمطار، حيث ترأس وزير الحكم المحلي المكلف بحكومة الوحدة الوطنية “عبد الشفيع الجويفي”، اجتماعًا استثنائيا للجنة الوطنية للطوارئ، للتنسيق والاستعداد المبكر لاستقبال فصل الشتاء، واتخاذ التدابير والإجراءات الاستباقية والوقائية لمواجهة تداعيات هطول الأمطار وما قد يحدث من تقلبات جوية مع بداية هذا الفصل.

من جانبه أكد الجويفي أهمية تعزيز مستوى التنسيق والتواصل مع المركز الوطني للأرصاد الجوية بهدف تلقي التنبؤات الجوية المحتملة بشكل مبكر وبوقت كاف من توقيت حدوث تلك التوقعات حتى يتم اتخاذ التدابير اللازمة والتعامل مع التداعيات المحتملة في متسع من الوقت، مشددًا على فريق عمل اللجنة بضرورة اتخاذ خطوات استباقية للتأكد من جاهزية سدود الأودية ومساراتها، وذلك من خلال تنفيذ زيارات ميدانية للسدود والوقوف عن كثب على حالتها الفنية، والاطمئنان على جاهزية مسارات الأودية وخلوها من أي مخلفات قد تسبب انسدادات أو تعيق تدفق المياه.

كما أكد على أهمية التنسيق مع البلديات لمتابعة أوضاع الأودية، مبينا أن البلديات تلعب دورا أساسيا في الرقابة والإبلاغ عن أي خروقات.

أوضاع السدود

وفي سياق ذي صلة بحث رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، منذ أيام أوضاع السدود البالغ عددها 16 سدا على مستوى البلاد وضمان جاهزيتها لموسم الأمطار القادم، وذلك في إطار الاستعداد لفصل الشتاء.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده الدبيبة، مع عدد من ممثلي بعض الوزارات والأجهزة المعنية، وخلال الاجتماع استعرضت شركة الخدمات العامة جهودها في تنظيف مجاري الأودية الرئيسة، وفي مقدمتها سد وادي المجانين ومجاري وادي الربيع والشياب بمنطقة قصر بن غشير، استعدادا لموسم الأمطار وضمان انسياب المياه والسيول دون إضرار بالمنشآت والممتلكات.

كما قدم جهاز الشرطة الزراعية تقريرا مفصلا عن التعديات الواقعة على حرم الأودية وظاهرة البناء العشوائي، مع تحديد المواقع والتوصيات اللازمة لمعالجتها.

بدوره أكد وزير الحكم المحلي المكلف، على أهمية التنسيق بين البلديات والجهات التنفيذية لمتابعة أعمال الصيانة الدورية لمجاري الأودية والسدود، مؤكدا أن البلديات تلعب دورا أساسيا في الرقابة والإبلاغ عن أي خروقات.

وأوضح وكيل وزارة الموارد المائية، أن الوزارة تعمل على إعداد خطة لإدارة السدود ومجاري الأودية، تشمل تقييم أوضاعها الحالية ووضع برامج صيانة عاجلة تضمن جاهزيتها لموسم الأمطار.

اختتم الدبيبة الاجتماع بالتأكيد على ضرورة وضع حد للتجاوزات وإحالة المخالفين للجهات المختصة، مؤكدا أن حماية السدود ومجاري الأودية تمثل أولوية قصوى للحفاظ على أمن المواطنين وضمان سلامة الموارد المائية.

حملة تنظيف لمنظمات تصريف المياه

من جهة أخرى أعلنت الشركة العامة للمياه والصرف الصحي، منذ أيام إطلاق الحملة الموسمية لتنظيف وتهيئة منظومة تصريف مياه الأمطار لسنة 2026/2025 م

وأوضحت الشركة أن الحملة تنطلق كل سنة في نفس هذا الوقت، وتستهدف المناطق المتوفر بها البنى التحتية من منظومة تصريف مياه الأمطار، كما يتم التعامل مع المناطق الغير مستكملة البنية التحتية عن طريق المضخات المجرورة وصهاريج الشفط التابعة للشركة العامة للمياه والصرف الصحي.

وأضافت أن الحملة تشمل تنظيف وتهيئة منظومة تصريف مياه الأمطار في كافة مناطق إدارات التشغيل والصيانة التابعة للشركة العامة للمياه والصرف الصحي – إدارة طرابلس – إدارة الغربية – إدارة الجبل الغربي – إدارة الغربية – إدارة الوسطى – إدارة الوسطى الشرقية – إدارة سهل بنغازي – إدارة الجبل الأخضر.

حملة تنظيف بمصراتة

وفي سياق متصل أطلقت شركة المياه والصرف الصحي – مصراتة حملتها الموسمية الخاصة بتنظيف وصيانة شبكات تصريف مياه الأمطار.

وتستهدف الحملة تنظيف أكثر من 11,000 غرفة تصريف مياه أمطار داخل نطاق بلدية مصراتة، بهدف رفع جاهزية الشبكة وتحسين كفاءتها في تصريف المياه، والحد من تجمعات المياه في الطرق والمناطق السكنية.

معاناة غرق الشوارع

جدير بالذكر أن المواطنين في مختلف المناطق يشكون من غرق الشوارع خلال موسم الأمطار خاصة إذا كانت غزيرة، أو فيضانات بسبب جريان الأودية.

ففي العام الماضي تحولت شوارع وساحات وحقول ومزارع شاسعة في غرب وشمال ليبيا إلى بحيرات، بالإضافة إلى غرق عشرات السيارات في مياه الأمطار.

وسارعت فرق طوارئ محلية عديدة، من بينها جمعية الهلال الأحمر، لمساعدة وإنقاذ العائلات العالقة.

وعلق رئيس مجلس إدارة شركة الخدمات العامة، محمد إسماعيل، على الوضع المأساوي الذي تسببت فيه الأمطار بالقول إن «الكميات القياسية للأمطار، التي هطلت تفوق القدرة الاستيعابية لشبكة تصريف المياه والصرف الصحي».

ما بين المعاناة المتكررة كل عام بسبب الأمطار وغرق الشوارع وتحول بعض المناطق لبحيرات وبين التأكيد بالاستعداد للموسم، يتساءل المواطن: هل سيصدق المسؤولين هذه المرة ولن نعاني أزمات تراكم مياه الأمطار وإغلاق الطرق؟!

هدى الغيطاني