أعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، بالتنسيق مع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تسجيل أول حالة إصابة بشرية في الولايات المتحدة بدودة لولبية آكلة للأنسجة، مرتبطة بالسفر إلى أمريكا الوسطى. وأوضحت السلطات أنّ المريض، العائد من السلفادور، خضع للعلاج وتم احتواء حالته بالكامل، ما يجعل احتمالية انتقال الطفيلي إلى العامة منخفضة جداً.
وأكدت إدارة الصحة في ولاية ماريلاند أن الإصابة رُصدت مطلع أغسطس الجاري، بينما أثارت تقارير متضاربة حول مصدر العدوى جدلاً بين السلفادور وغواتيمالا. وحتى الآن، لم يتم تسجيل أي إصابات بين الحيوانات داخل الولايات المتحدة، الأمر الذي يخفف من القلق المباشر بشأن انتشار الطفيلي في القطاع الزراعي.
مع ذلك، دفع الإعلان مربي الماشية ومنتجي اللحوم إلى إبداء مخاوف كبيرة، خصوصاً أن الدودة اللولبية واصلت خلال العامين الماضيين انتشارها شمالاً من أمريكا الوسطى عبر المكسيك، حيث سُجلت إصابات على مسافة 370 ميلاً فقط من الحدود الأمريكية، ويُحذر خبراء الزراعة من أن تفشيها في تكساس قد يسبب خسائر تتجاوز 1.8 مليار دولار نتيجة نفوق الماشية وتكاليف العلاج.
الدودة اللولبية، وهي ذبابة طفيلية، تضع بيوضها في الجروح المفتوحة للحيوانات، لتتغذى يرقاتها على الأنسجة الحية، ما قد يؤدي إلى نفوق الحيوان أو وفاة الإنسان في حال عدم التدخل الطبي المبكر، وعلى الرغم من ندرة إصابة البشر، فإن الطفيلي يُعتبر تهديداً مباشراً للثروة الحيوانية وصناعة اللحوم.
وفي مواجهة هذه المخاطر، أعلنت وزيرة الزراعة الأمريكية بروك رولينز عن خطط لإنشاء منشأة جديدة في ولاية تكساس لإنتاج ذباب معقم، بهدف مكافحة انتشار الدودة، على أن يبدأ تشغيلها خلال سنتين إلى ثلاث سنوات، ويعتمد المشروع على استراتيجية أثبتت نجاحها في القضاء على الطفيلي داخل الولايات المتحدة خلال ستينات القرن الماضي.
بالمقابل، انتقد بعض المنتجين تأخر الاستجابة الرسمية، بينما سارعت المكسيك إلى بناء منشأة مشابهة بقيمة 51 مليون دولار جنوب البلاد، في حين يعمل حالياً مصنع في بنما على إنتاج 100 مليون ذبابة معقمة أسبوعياً، وهو رقم لا يكفي لمواجهة سرعة انتشار الدودة في المنطقة.