فرج الشطشاط
الفراغ في المجتمع لا يعني فقط غياب النشاط أو انعدام البرامج ، هو حالة خطيرة تفتح الأبواب أمام الفوضى والانحراف ،
فحين يفتقد الشباب فرص العمل والتعلم والبناء ، وحين تخلو الساحات من المبادرات الإيجابية ، يملأ هذا الفراغ آخرون
بخطابات متطرفة أو سلوكيات هدامة ، وهكذا يتحول الفراغ من مجرد مساحة ساكنة إلى مصدر تهديد للأمن والسلم الاجتماعي.
الدول التي تدرك هذه الحقيقة تسعى دائمًا إلى ملء هذا الفراغ قبل أن يتسع، عبر الاستثمار في التعليم والتدريب وخلق بيئة عمل جاذبة،
وإحياء دور الثقافة والفنون والرياضة، كما تعمل على تعزيز المشاركة المجتمعية، حتى يشعر كل فرد أن له مكانًا في مسيرة البناء.
فالمجتمع الحيّ المليء بالمبادرات والإنتاج لا يترك فراغًا يستغله العابثون، بل يتحول إلى حصن منيع يحمي الدولة ويقوي أركانها .
إن أخطر ما يواجه الأوطان ليس فقط السلاح أو الأزمات السياسية، بل الفراغ الذي يتيح لتلك الأزمات أن تجد بيئة خصبة للنمو،
والتدارك يكون بوعي الدولة والمجتمع معًا أن البناء يبدأ من ملء الفراغ بالقيم ، وبالعمل، وبالأمل .