الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-10-08

3:35 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-10-08 3:35 صباحًا

اللواذ بالذاكرة كان ديدنه الباعث للجديد .. للبهجات

01

السنوسي حبيب

كلَّ مساءٍ كانت تخطر تحت نافذتي

نسمةً من شذىً ورقّة

حينها كنت أفقد الإحساسَ بكل شيءٍ

سوى حضورها المُبهج

الآن ، وبعد عشر سنين من السجن

صار من عاداتي اليومية

أن ألوذ بذاكرتي كل مساء

باعثاً من جديد ، ذاك التضوع المبهج

السنوسي حبيب الهوني المزداد في مدينة هون عام 1956 م بمدينة وكأنه قدر له أن يكون متنقلا بين المدن الليبية فتتشكل ذاكرته لتزخر بعديد الصور والحكايا التي تمنحه فائضا من المعاني يدلقها على وريقاته صبيا وشابا يافعا ورجلا ناضجا وشيخا يعاني مرضا ربما بدأ بقلبه المعتصر بين جدران السجن لاثني عشر عاما فهو ذاك الطفل الذي عاش بين أهله في مدينة هون وفيها تلقى تعليمه الأساسي الابتدائي والإعدادي .. ثم يرحل والعائلة لمدينة سبها وفيها يتلقى تعليمه الثانوي .. حين يستكمل الثانوية العامة .. ينتقل وحيدا هذه المرة للدراسة الجامعية بالجامعة الليبية ويتخصص في قسم اللغة العربية بكلية الآداب وحين ينهي دراسته يعود أدراجه لمدينته ..

بين الناس تتردد جملة ( ولد هذا الإنسان كبيرا ) كما حدث مع شاعرنا الراحل السنوسي حبيب الذي مبكرا انتشر نتاجه الأدبي الفاخم في المجلات والصحف المحلية ثم انتقل للعربية .. ومبكرا تلقت الإذاعة برامج يعدها محكمة ومعمقة كالملتقى الأدبي الذي أسهم في دورة إذاعية به عام 1974 ويستمر حتى العام 1976 م .   

“صلوات لإنسان القرن القادم”:

‏”وجميع المدن المنهوبة في عالمنا

‏ستهب غدا أو بعد غدٍ

‏لتقاضي الناهب والجلاد

‏وتولّد من رحم الأحزان ورحم الليل

‏إنسان القرن الواحد والعشرين

‏إنسانًا تشرق من عينيه ومن شفتيه الشمس

‏إنسانًا يعرف ما سيناء وما الجولان

‏لا يرهب وهج الشمس ولا خوذات النازيين

‏إنسانا يعرف ما الثورات وكيف يكون الثوريون

‏يا حزن العالم هبني لحظة صحوٍ

‏تمحو زيف اللحظات”

‏ نوفمبر 1973

“إنسان القرن الواحد والعشرين” تلك هي القصيدة التي كتبها في 1973 م وبعد أعوام من أجل ذاك الإنسان حبيب الهوني رحل هذه المرة لمكان آخر هو أيضا شكل ذكريات مختلفة لديه ولكنه بمشهد واحد ممل خانق فتح له فقط نوافذ كثيرة لكتابة الشعر .. ففي العام 1976 م وخلال أحداث في إبريل خلال نشاط طلابي اعترض عبر قصائده وكلماته ومواقفه على قرارات السلطة آنذاك خاصة عسكرة المدارس والجامعات الليبية فقبع في سجن الجسد لا الروح ولا الفكر ولا الكتابة حتى العام 1988 م  خرج بتميز آخر في ماهية كتاباته .

بعد خروجه من السجن كتب كثيرا وفي كتاب صدر بعد رحيله .. يسرد “السنوسي” جانبا من طفولته وصباه وشبابه ودراسته الثانوية والجامعية، وتجربة السجن وتنقله بين المدن من هون إلى “بنغازي” و”سبها” و”مصراتة” و”طرابلس”، إضافة إلى رحلته مع المرض في سنواته الأخيرة، وسفره إلى “باريس” وذكرياته هناك، كما يتطرق إلى تجربته في تأسيس “ذاكرة المدينة” في “هون” التي تجلت أهم أعمالها في إعادة ترميم المدينة القديمة وما صاحبها من تجاذبات مع أهلها ومتساكنيها والطامعين فيها والمهيمنين عليها من سلطات محلية. كانت معركة شرسة استمرت قرابة 6 سنوات تكللت بإعادة الروح إليها كرمز للحفاظ على التراث والتواصل مع التاريخ والمكان ولتصبح منبرا ثقافيا ومعلما حضاريا، واستكملت جهوده بتأسيس “مهرجان الخريف السياحي الدولي” .

من أجمل فصول الكتاب ذاكرته التي نقشت شيئا كثيرا عن “بنغازي” أوائل السبعينيات ففي كتابه ” أتذكر” خصص صفحات عن مدينة “بنغازي” في أوائل السبعينيات ، وفيها يكشف أنه كان قد جاء مع أسرته في سنوات طفولته الأولى إلى “بنغازي”، حيث شاءت ظروف العيش الصعبة أن تقتلع أسرته من جذورها القروية وتلقي بها في “بنغازي” التي كانت في تلك الفترة موطن جذب لفقراء ليبيا الباحثين عن فرصة عمل وعيش، يقول الكاتب وهو يتذكر تلك المرحلة : (كانت “بنغازي” أول مدينة تدخل ذاكرتي وأول سيارة أركبها كانت متجهة إليها، وترتب على ذلك أن تكون أول مدرسة ابتدائية أدخلها بالبركة، وبالتالي أول حرف أتعلم نطقه وتهجيه كان حرف الباء في كلمة بطة بكتاب المطالعة للسنة الأولى ابتدائي حسب المناهج المصرية حيث كنا نردد خلف المعلم (( با بي بو بطة )) ، والباء هذه هي الحرف الذي تختتم به كلمة حب وتفتتح كلمة بوح ، وبين الحب والبوح أحمل ذكرياتي لهذه المدينة التي احتوت خمسينياتها على أخلاط الليبيين من مختلف بلدانهم وقراهم ونجوعهم ، فتشكلت المدينة بمزج عاداتهم وتقاليدهم وأمزجتهم مما أعطاها نكهة خاصة لاتتوفر إلا لها، فهي حاضنة الجميع ومدينة الجميع والقرية الكبيرة للجميع)

ثم يتطرق في الكتاب ” أتذكر ” إصدار عام 2013 م عن هيئة دعم وتشجيع الصحافة ، طرابلس ليبيا إلى الحياة الثقافية التي كانت تنبض في المدينة السنوات الأولى من السبعينييات، حين كان الشاعر في بداية تفتحه الأدبي والثقافي قادما من مدينة صحراوية ناشئة هي “سبها” بإمكاناتها الثقافية المتواضعة مقارنة بـ”بنغازي” التي وجد بها ست مكتبات عامرة بالكتب المتنوعة والرخيصة الثمن. كما يذكر الكاتب أنه عندما التحق بكلية الآداب عام 1970 ليتخصص في اللغة العربية كان أول مالفت انتباهه تلك النقاشات والتعليقات الدائرة بين الطلبة السابقين عليه عن مقالات وآراء الكاتبين الأكثر لمعانا في تلك الفترة “الصادق النيهوم” و”خليفة الفاخري”، ومايثيرانه من قضايا اجتماعية وثقافية، حيث مثلت مقالات “النيهوم” خاصة دراساته عن الشعراء والأدباء العرب “البياتي” و”السياب” وغيرهما مدخلا تثقيفيا مغريا لشباب تلك المرحلة وحفزتهم لمزيد من البحث والقراءة لهؤلاء الشعراء.

ديوان صدر بعد رحيل الشاعر حيث تخيرته الجمعية الليبية للآداب والفنون بمدينة طرابلس ليحتفى بإصداره في ندوة ثقافية عقدت في ذكرى رحيله العاشرة كانت الندوة تحت عنوان (( رومانتيكيات سجنية )) وهو ذاته عنوان الديوان .

تحدث الحضور عن محتوى الرومنتيكيات السجينة كما عرجوا على كتابه المعنون أتذكر وقيل إنه .. أحد رموز الحركة الثقافية والوطنية في بلادنا التي نعتز ونفخربها، ومن أولى واجبات المؤسسات والمنظمات الثقافية المستقلة والصحافة الوطنية أن تُذكّر بهؤلاء الرموز ليظلوا مشاعلَ على الطريق تنير دروب الأجيال الجديدة، من خلال التعريف بمسيرتها الثقافية وتجربتها في العمل الوطني . لقد كان الشاعر “السنوسي حبيب” شخصية على درجة كبيرة من التواضع، لم يسع إلى الدعاية الشخصية والترويج لنفسه، كما هو شأن الرموز الثقافية الكبيرة دائما، الذين يدركون أن التاريخ هو من سيقرر الأمر مع مرور السنين، ويفرز الحقائق فيبقيها فيما تسقط الأكاذيب وتتلاشى .

يقول في قصيدة ” رومنيكيات سجنية ” كتبها داخل السجن عام 1986 أي بعد عشر سنوات من سجنه :

كلَّ مساءٍ كانت تخطر تحت نافذتي

نسمةً من شذىً ورقّة

حينها كنت أفقد الإحساسَ بكل شيءٍ

سوى حضورها المُبهج

الآن ، وبعد عشر سنين من السجن

صار من عاداتي اليومية

أن ألوذ بذاكرتي كل مساء

باعثاً من جديد ، ذاك التضوع المبهج

كتب “السنوسي حبيب” الشعر والقصة والمقالة النقدية، وكان أول ديوان يصدر له بعنوان “عن الحب والصحو والتجاوز” عام 1975، أي قبل عام واحد من إلقاء القبض عليه هو ورفاقه في مثل هذه الأيام من شهر أبريل من عام 1976، حيث غاب في سجون النظام الاستبدادي اثني عشر عاما، وهناك وجد نفسه يستعين بالشعر لدحر جدران الزنزانة، وليحلق بقصائده منتصرا على السجن والسجان، فأغلب القصائد في هذا الديوان تعكس مشاعر المقاومة والرفض والتحدي الذي كانت تمتلئ بها روح الشاعر فيعيد بثها في أشعاره كي يصمد هو ورفاقه داخل السجن ولا يدركهم الانكسار والموت.

_ السنوسي حبيب، “رومنيكيات شعرية ص 35 “، دار إمكان، طرابلس ليبيا ، 2023 .

بعد خروجه من السجن أصدر “السنوسي”أربع مجموعات شعرية”: “شظايا العمر المباح” 2002، “المفاز” 2002، “قريبا من القلب”2004، “من ذاكرة المكان” 2008

كما أصدر في 2013 كتابا بعنوان “أتذكر” مررنا على محتواه أثناء التحدث في مسيرة السنوسي .

وفي المقدمة يبين كنه كتابه قائلا : ( شذرات من حياة عشتها، وعرفت فيها أحداثا، وأشخاصا، وعايشت فيها قضايا وهموما بها قدر من العام الذي لا يخصني وحدي بل أشترك فيه مع غيري ممن جايلتهم وتفاعلت معهم إيجابا وسلبا، منهم من كان صديقا ولا يزال، ومنهم من لم يعد كذلك ومنهم من كان خصما ولايزال ومنهم من لم يعد كذلك ).

كتب عنه في الذكرى الثامنة من وفاته القاص الكبير محمد عقيلة العمامي ذاكرا عديد المسارات التي خاضها شاعرنا خلال حياته مع شظف العيش ومع تحديه كل الظروف ليكون متعلما وليوفر لذويه حياة كريمة ومع شعره فحق أن يسمى بالمناضل إذ يسرد العمامي لنا ماخاضه من كفاح فيقول :

 منذ ثمان سنين رحل عنا الشاعر السنوسي حبيب، الذي ولد بواحة هون سنة 1956 وترعرع بها، فيما كانت ليبيا تعد ثالث أفقر دول العالم، بما في ذلك مدنها الساحلية، فما بالك بواحاتها المبعثرة باتساع صحرائها.

ومن بعد أن أتم دراسته الابتدائية والإعدادية بواحة هون، انتقل إلى مدينة سبها، حيث أتم مراحل تعليمه الثانوي وما كان له أن يحقق ذلك لولا إنفاقه على معيشته من عمله في مقهى، ثم حلاق، وصبي  ترزي.

في مطلع سبعينيات القرن الماضي التحق بالدراسة في الجامعة الليبية ببنغازي. أخذه عشقه للشعر إلى قسم اللغة العربية بكلية الآداب. نشر عام 1975م ديوانه الأول، مواصلا نشاطه الثقافي   ومشاركته الفاعلة -منذ  1974 إلى 197- في إعداد الملتقى الأدبي وعدد من البرامج الثقافية بالإذاعة الليبية. وانخرط مع زملائه في مهام الرابطة الطلابية بالجامعة.

وبسبب حماسه ونشاطه الطلابي، ورفضه عسكرة المدارس والجامعات، زج به ورفاقه إلى السجون في أبريل 1976.  وطوال سنوات سجنه، التي استمرت 12 سنة لم يتوقف عن كتابة الشعر، ونشر البهجة والأمل بالخلاص، فكان السنوسي حبيب بمثابة مشعل نور ينير الزنزانات لرفاقه. لقد دخل السجن في 7/4/ 1976 وخرج منه في مارس 1988، ومنه عاد إلى معشوقته هون، مؤسساً مع رفاقه جمعية ذاكرة المدينة، ثم مهرجان الخريف الذي استقطب الكثيرين من الشعراء والأدباء من داخل ليبيا ومن خارجها.

سنة 1975 صدر له ديوانه «عن الحب والصحو والتجاوز 1975»، ثم  «المفازة 2002»، وفي العام نفسه «شظايا العمر المباح» و«قريبا من القلب 2004» و «من ذاكرة المكان 2008». وقبل رحيله بقليل نشر كتابه : «أتذكر 2013». ثم قال : اصدقائي باركوا الفعل .. وكونوا الزيت والقنديل .. والجيل المخاطر .. كونوا الدم الفوار والاصرار .. والجرح المكابر.. “ورحل عنا من  باريس في 1 / 4 /  2013م ، ووسد ثرى هون يوم 3 من الشهر نفسه.

كتب عنه الصحفي خالد امهير مستقيا كلمات قالها كتاب وأدباء ليبيا عن الراحل وقد كانوا رفقائه .. بعبارات الحزن والوداع شيعت ليبيا أمس الشاعر السنوسي حبيب إلى مثواه الأخير في قريته هون عن عمر يناهز 57 عاما.

وقد صارع الراحل المرض طيلة السنوات الأخيرة، كما صارع الاستبداد والدكتاتورية حتى خلف قضبان السجن، وهو ليس شاعرا تنتهي مهمته عند كتابة النصوص، لكنه أحد قادة الحركة الطلابية التي واجهت نظام القذافي مبكرا عام 1976، ومن دواوينه “قريبا من القلب”، و”من ذاكرة المكان”، و”المفازة وشظايا العمر المباح”.

_ واعتبر الروائي عبد الفتاح البشتي رحيله يوما حزينا للحركة الوطنية والثقافة الديمقراطية وللشعر في ليبيا.

_ وقال البشتي للجزيرة نت إن رفيقه السنوسي إنسان وطني من الطراز الرفيع، فضل البقاء في متجره الصغير بقريته هون جنوبا عن العمل في الشركات والمصالح الكبيرة لاقترابه من أهله العاديين، ووصف الراحل بأنه “مناضل شجاع وأحد المثقفين المستنيرين التقدميين”.

_ نوري الماقني اعتبر الراحل مثقفا كبيرا وصاحب رؤية نقدية .

_ كما يؤكد الناقد رضا بن موسى في حديثه للجزيرة نت أن السنوسي صوت هام في تطور القصيدة الليبية التي خرجت بداية السبعينيات من القرن الماضي من الطابع الأيديولوجي والخطاب المباشر الصارخ إلى العقلانية.

_ وتساءل بن موسى: كيف يتحدث إنسان عن شخص عاشره لسنوات طويلة في ساحات العلم والنضال والسجن؟ مؤكدا أنه على صلة بوجدان السنوسي ومشاعره وعواطفه حتى أثناء صراعه المرير مع مرض السرطان، وأنه كان يشجعهم على الصمود تحت وطأة التعذيب.

_ يقول رفاقه في سجن الحصان الأسود إنه كان يشعل لهم القناديل وسط عتمة الزنازين، ويكتب لهم القصائد عن الإنسان والحرية والوطن على علب السجائر الفارغة، ويدعم صمودهم إلى لحظة تحطيم بوابة السجن في الثالث من مارس/آذار 1988.

_ وبينما اعتبره الناقد نور الدين الماقني في حديثه للجزيرة نت “مثقفا كبيرا وصاحب رؤية نقدية وطنية”، عادت الشاعرة أم العز الفارسي بذاكرتها قليلا إلى عام 2011 حينما زارته في مصحته بتونس وجالسته لأيام.

وذكرت للجزيرة نت أن الفقيد كان له شعر يقول فيه:

تهلل تهلل تهلل

ترى الأرض ترقص جذلي ..

تبصرك إذ تهلل

تهلل بدمع الأرامل..

تهلل بما بذل الشهداء من دمهم

وتضيف الفارسي أن هذه الأبيات من مفكرة على الطاولة الصغيرة في مرقده، ولا تدري إن كان السنوسي قد أكملها أم لا.

ورغم ضعفه ومتاعب جسده، بحسب الفارسي، “كان كطفل صغير فرحا بنجاح ثورة التحرير، وكان يوجه الخطاب لشعبه الليبي”.

وأضافت “صورت الورقة التي تحوي الكلمات بخط يده وأخذت له بعض اللقطات، لم يشك لي أنه لم يعد يقوى على بلع الطعام، وأن وظائف جسمه تتداعى وأنه لم يعد لديه كثير من الوقت، ولكن الطبيب قال لي ذلك، فودعته، ولكن إرادة الحياة أبقته عاما ونصف العام بعد زيارتي التي اعتقدت فيها أنه لن يعش إلا أسابيع بحسب طبيعته”.

_ ونشر الشاعر إدريس ابن الطيب نصا على لسان السنوسي حبيب بعد سماع خبر رحيله، يقول فيه:

إن شئت أن ترتقي جبلا عاليا فانتظرني لكي نستحيل نسيما هناك

أو شئت أن تجتبيني لمجد الأساطير كي نستحيل معا نبتة في هضاب الجبال

إن شئت أن تنبت الزهر بين أصابع أطفالنا كي تخفف عنهم عناء القطاف

أو شئت أن تتحدث عن وطن اثخنته الجراح

إن شاء لي ملكوتك أن أتمدد متكئا فوق موج البحار

أو شاء لي كهنوتك أن أتلاشى وأهزم دون اختيار

فاعلم بأن المسافة بيني وبينك قد قطعت منذ عهد بعيد وأني هنا لا أهابك.. فاحضر متى شئت.. أو فلتفكر إذا شئت في الانتحار.

_ أما الكاتبة الليبية فاطمة محمود فعبرت عن حزنها لفقدان السنوسي حبيب بقولها للجزيرة نت “يتعالى حبيب عن كل هذا القش، يشرد لأن حاجته للحرية تفوق الفتات الذي يُلقى به إلينا، تعثّر مرارا بسجون كثيرة كانت تعوي في أثره، ابتسامته الرقيقة المثخنة بالنبل كانت تدلنا على السجون التي فينا، ذلك لأنه خبر هول الأصفاد..! الحبيب يتركنا غيلة لِيُتمِنا.. مكمّلا لوحة حريته وربما حريتنا المشتهاة”.

_ وعبر كل من الكاتب عبد العظيم البشتي والشعراء صالح قادربوه وعبد الباسط أبو بكر والنقاد طارق الشرع في مقابلات مع الجزيرة نت عن حزنهم العميق لرحيل شاعر كبير، مؤكدين أن القبر “لن يطوي سيرة السنوسي حبيب النبيلة”.

_ وأضاف قادربوه أن التاريخ لن ينسى تاريخ السنوسي الثقافي والسياسي والوطني ونضاله ضد الدكتاتورية وإيمانه بالحرية وكيف كان في سجنه يعلّم صغار السجناء تراث الشعر وإيقاعاته وأدب العربية والعالم، “حقا لقد فقدنا جسم الشاعر، لكن روحه بقيت حية في النصوص وفي قلوبنا”.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications