الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-10-14

4:01 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-10-14 4:01 صباحًا

في ذكرى المولد النبوي.. أوجه متعددة للاحتفال والعصيدة السِمة الجامعة

في ذكرى المولد النبوي.. أوجه متعددة للاحتفال والعصيدة السمة الجامعة

ذكرى سنوية يفرح بها الليبيون ويحتفلون بها كل عام، إنها ذكرى المولد النبوي الشريف، الذي ينتظره الليبيون صغارا وكبارا للتعبير عن فرحتهم به.

تتنوع أشكال المباهج والاحتفالات في ليبيا بالمولد النبوي بين عادات إيجابية وأخرى سلبية ولكنها في الغالب تصب في إطار البحث عن البهجة والفرح.

مظاهر الاحتفال

من أهم مظاهر الاحتفال بهذه الذكرى لدى الليبيين إيقاد الشموع والقناديل والمشاعل وشراء الملابس الجديدة والحنة والألعاب والحلويات، حيث يعتبر المولد النبوي الشريف من الأعياد التي يحتفل بها الكبار والصغار كل منهم على طريقته.

فمثلا الأطفال الذين ينتظروه بفارغ الصبر يستقبلونه ليلة المولد بمواكب احتفالية صغيرة ومتفرقة، مقسمة إلى مجموعات حسب الشوارع التى يسكنونها، وتبدأ مراسم الاحتفال منذ غروب شمس ليلة المولد وتستمر ثلاثة أيام وما إن تغرب الشمس حتى يخرج الأطفال من بيوتهم في مختلف أنحاء ليبيا ويبدأ الصبيان بالاحتفال أولاً قبل الفتيات وذلك بإطلاق أنواع من الألعاب النارية.

وفي طرابلس يصاحب خروج هؤلاء الأطفال بقناديلهم وشموعهم ومشاعلهم خروج الشباب والصبية الأكبر سنًا وقد حمل بعضهم برميلاً به كيروسين أو قطران مشتعل يطوفون به الحي ثم يضعونه في وسط إحدى الساحات حيث يتبارى البعض في القفز عليه وألسنة لهبه تتأجج وتشتعل، وقد جرت العادة على أن يخرج البعض قبيل حلول المولد للطواف كل عشية ببعض دكاكين الحي ينشدون أناشيدهم التي يدعون من خلالها أصحاب تلك الدكاكين وغيرهم من أهل الحي بأن يمدوهم بما تجود به أيديهم من نقود كي يشتروا بها ما يحتاجه برميلهم ليلة المولد من (قاز) أو قطران.

أما بالنسبة للفتيات فلهن طريقتهن الخاصة في الاحتفال بهذه المناسبة، وتبدأ عندما يسمعن صراخ الصبيان وهم يطلقون المفرقعات، فيخرجن من بيوتهن ويكونن مجموعات صغيرة، كل مجموعة تجلس عند عتبة بيت من البيوت على هيئة دائرة وتقوم الفتيات بإطلاق بعض الأنواع من الألعاب النارية الخفيفة مثل نجوم الليل ثم يجلسن ويرددن بعض الأغاني مع دق الطبلة ويتبادلن الرقص.

وتكتمل هذه الصورة عندما تنطلق أصوات الفتيات مع أصوات الصبيان التى تنساب عبر أرجاء الحى، تتخللها الزغاريد المنطلقة من حناجر الأمهات:

هذا قنديـل الرســول فاطمـــة جابت منصـور
هــــذا قنديــل النبــى فاطمــــة جـــابت عــلي
هذا قنديل الميــــــلاد فاطمة جــــابت يا ولاد
هذا قنديلك يا حــوة من المغرب يشعل لي توه
هذا قنديلك يا مناني يشعل بالزيت الغــرياني
هذا قنديلك يا مونـة يشعل بزيت الزيتونــــــة

وبعد نهاية الحفل ترجع الفتيات الصغيرات إلى بيوتهن ويقمن بوضع الحناء وهن متجمعات في حلقات دائرية حول إحدى الجدات يستمعن إلى القصص والأساطير الطريفة ويقمن بوضع الحنة على رؤوس أصابع بناتهن الصغيرات، وفي الصباح تغسل الحنة ويدهن مكانها بزيت الزيتون حتى يصبح لونها داكن وتتفاخر الصغيرات صباح يوم المولد بأيديهن المصبوغة بالحنة الحمراء الداكنة في أصابعهن.

أما كبار السن من الرجال والشيوخ فإنهم يجتمعون في المساجد، حيث يحيون ليالي المولد بحلقات المدائح والأذكار قبل حلوله بأسبوع إلى وقت متأخر من الليل، أما صباح يوم المولد فإنهم يستقبلونه باللباس التقليدي الجديد والذهاب إلى الصلاة في المسجد، ثم يشاركون في الحضرة التي ستنطلق لتطوف شوارع المدينة يوم المولد.

احتفالات استباقية

وتعد الأيام الأولى من شهر ربيع الأول وقبل إطلالة ليلة (الميلود) موسماً تجارياً رائجاً في أسواق ليبيا؛ حيث يحشد الجميع للتبضّع من الحلوى والدقيق والسمن والعسل والتمر، بالإضافة إلى الشموع والقناديل المذهبة، إذ تحرص المحال على عرض الجديد من الملابس والأحذية التقليدية.

كما يتم شراء الألعاب والهدايا للأطفال، ومنها «الخميسة» وهي عبارة عن «شجرة ميلاد» تصنع يدوياً من هيكل خشبي على هيئة شجرة تزين بالورود البيضاء والحمراء والوردية وفي قمتها توضع «الخميسة»، وهي شمعدان على هيئة يد مفتوحة توضع فيها الشموع.

وتبدأ هذه الاحتفالات من ليلة الموسم، حيث يتم توزيع ‘الخمرة’ وهي عبارة عن خليط مكون من طحين المكسرات والتمر ومخلوط بالعسل”.

وفي المساء يتم إعداد طبق رشتة الكسكاس، ثم يخرج الأطفال إلى الشوارع ويقومون بإشعال القناديل بينما تشعل الفتيات ‘الخميسة’ وهي (عبارة عن شجرة تُصنع من بقايا الخشب وتُضاء بالشموع وتعلق فوق الشمعدان)، وتخضب أيديهن بالحناء بينما تكتحل عيون الأولاد بالكحل التقليدي.

العصيدة

وفي الصباح الباكر تعد الأمهات والجدات في مختلف البيوت شرقا وغربا وجنوبا والتي يتفنن في تزيينها ويعددن أطباقا عدة منها فمنها ما يكون بالرب (التمر المطهي) والزبدة، أو بالعسل الأبيض الصافي.

هذه الوجبة الصباحية يجتمع حولها أبناء العائلة وسط كلمات الترحيب والتهنئة المختلفة التي ينتظرها الكبار والصغار.

الابتهالات والموشحات والأناشيد تعم المساجد الكبرى والزوايا الصوفية، إلى جانب الخطب التي تلقى حول سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة، وفي بعض المدن تبدأ هذه الأهازيج قبل حلول هذا اليوم بأربعين يوما.

أجواء الاحتفالات تنعكس بوضوح على الشوارع التي تتزين وبالإنارة والفوانيس، والألعاب المضيئة، ويكثر إطلاق الروائح العطرية والبخور.

وبالتزامن مع ذلك يتوافد آلاف المواطنين الذي يتزينون بارتداء الزي التقليدي إلى الشوارع في مسيرات منظمة وهم يرددون المدائح على وقع قرع الدفوف، من بين ذلك “ريحانة الأرواح” للشيخ علي أمين سيالة، وقصة المولد النبوي جعفر البرزنجي.

جادو

أهمية هذا اليوم جعلت بعض المدن الصحراوية تسمي هذا اليوم بعيد القرش كما في جادو، وجاءت هذه التسمية من تنقل الأطفال خلال هذه المناسبة بين مختلف الأحياء السكنية وهم يطرقون أبواب البيوت حاملين أكياسا مع ترديد عبارة ‘أعطونا القرش’ فتقدم لهم ربات البيوت الفول السوداني والحمص والحلوى والمكسرات وتتواصل هذه الأجواء إلى ما بعد العصر لتنار الفوانيس بعد ذلك على أنغام ‘هذا قنديلك يا حواء من المغرب يضوي لتوا’”.

وفي أوباري يحرص أبناء المدينة على إقامة الذبائح وتجهيز الأرز باللحم المشوي أو طبق القصب باللحم المطبوخ وهي أكلات يقبل عليها الأهالي أكثر من العصيدة.

الأمازيغ

الأمازيغ أيضا يحتفلون بهذا اليوم المبارك، حيث يتم إعداد وجبة العصيدة بالحلبة ودقيق الشعير والسمن الحيواني وفي المساء تقام احتفالية يحضرها الرجال في المسجد ويقوم الأهالي بإحضار أكلات أمازيغية كالبازين والفتات والكسكسو وغيرها من الأطباق المتعارف عليها كل حسب إمكانياته”.

من جهة أخرى تعارف الأمازيغ على ضرورة تسمية الطفل الذي يولد في هذ اليوم، ” ‘ميلود’ إذا كان ذكرا و’ميلودة’ إذا كانت أنثى”.

الألعاب النارية

أما الجانب الذي قد يبدو سلبيا في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو إطلاق أنواع من الألعاب النارية التي يصدر عن بعضها أصوات فرقعة ويسمى (خط ولوح)، ونتيجة لخطورته وسوء استعماله يتعرض بعض الأطفال لإصابات قد تكون خطيرة.

استخدام هذه الألعاب لا يقتصر على الأطفال فقط بل تستخدمنه الفتيات أيضًا اللاتي يعمدن لإشعال أنواع قد تكون أقل خطورة مثل نجوم الليل.

وعلى الرغم من ارتفاع أسعار هذه الألعاب، ومحاربة الحكومة لها والمخاطر السنوية التي يتعرض لها الأطفال إلا أنها عادة سنوية متكررة رغم جهود مكافحتها.

ما بين الأجواء العائلية المبهجة والذكر والحديث والسنة النبوية والأطعمة اللذيذة، وبين الألعاب النارية الخطرة تبقى أجواء الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف طقس لابد أن يقوم به الليبيين في كل المدن.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications