شاركت وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية، بحكومة الوحدة الوطنية مبروكة توغي، في فعاليات الدورة الأولى من قمة الثقافة والتراث والفنون والدبلوماسية والابتكار (CHANDI 2025) التي استضافتها مدينة بالي بإندونيسيا، تحت شعار «الثقافة من اجل المستقبل».
وخلال مشاركتها في جلستين حواريتين ضمن الجلسات النقاشية للقمة التي تناولت قضايا تتعلق بثقافة المستقبل من بينها التراث والهوية والابتكار، وقوة الثقافة في بناء الجسور بين الأمم وتعزيز الريادة الثقافية العالمية، واستعادة التاريخ، واستعادة العدالة والتعاون الدولي من أجل استعادة الممتلكات الثقافية، والمعرفة التقليدية والممارسات المحلية في بناء مجتمعات مرنة وشاملة في عالم ما بعد عام 2030، ومستقبل التراث الثقافي غير المادي، والتراث الرقمي والذكاء الاصطناعي من أجل الثقافة.
وفي جلسة مخصصة لمحور مستقبل التراث الثقافي غير المادي قدمت الوزيرة كلمة أكدت فيها أن قمة الثقافة والتراث والدبلوماسية والابتكار توجه عالمي يعبر عن وعي إنساني عالمي لمواجهة مختلف التحديات ومقاربه موضوعية لتوظيف الثقافة كعامل مشترك داخل المجتمعات وبينها على الصعيد العالمي.
وأضافت أن حسن التحضير والتخطيط لهذه القمة جعلها حدث عالمي يستوجب الاهتمام والمتابعة معرفيا وفكريا لتكون الثقافة هذا المشترك الإنساني إذا أحسن فهمه والتعامل معه في إطار موضوعات القمة وعبر الزمن ماضيا وحاضرا ومستقبلا في إطار الحوار والتعارف بين الثقافات فان هذا تأكيد للوجهة الصحيحة بان الإنسانية تعبد طريق المستقبل جماعيا من أجل العدل والأمن والسلام والتقدم
وأشارت إلى أنه في هذا الإطار لابد أن هذه القمة وهذه الجهود الخيرة التي تنهمر من ربوع شعب إندونيسيا الذي يحتضن العالم بحثا وتأكيدا للدور الأساسي للثقافة في التنمية المستدامة تعزيزا للسلام وابتكار مستقبل إنساني متقدم فإن ذلك وفي إطار الموضوعات التي أطر بها المؤتمر من خلال كل تلك الأهداف وتفاصيلها العامة لتصل الى تحديد النتائج العلمية والعملية في ضوء الأهداف وبما من شانه ان يلهم مستقبل الإنسانية
وأضافت الوزيرة أن الحديث عن مستقبل التراث الثقافي غير المادي يدخلنا عمليا في صياغة نتائج هذه القمة الهامة عن الموروث الثقافي غير المادي لنضمن ونطمئن أن تدفق نهر الثقافة عبر الزمن والأجيال لا فقط عن استمراريته بل عن سلامته وصلاحية سقي الحياة وإنتاجها المفيد لصالح كل البشر.
وأكدت أن نتائج هذه القمة الثقافية ينبغي أن تحدد مستقبل التراث غير المادي الذي يتوجب إنتاجه وتوفيره رصيدا وأملا للشعوب للتخلص من خلاله من تهديد التحديات الداخلية والخارجية الراهنة.
وأضافت ان مستقبل التراث غير المادي يلزم ان تحدده مناقشاتنا من خلال رؤية تراكمات الماضي ونقدها مع ما أصبح عليه الحاضر وتناقضاته واستبطان المستقبل واماله ليس مجرد أحلام بل صيغ عملية تم اختبارها وبلورتها عبر الماضي والحاضر واستشراف المستقبل بعلمية لتكون الثقافة غير المادية هي الأداة والوعاء المشترك لصياغة عالم العدل والسلام والتقدم في إطار ثقافي ديمقراطي مرن غير عنصري
وأكدت ان ذلك يمكن تحقيقه إذا توفرت الأهداف التي حددها المؤتمر للتعامل مع الثقافة كأداة وجسر حضاري بين الشعوب بركنيها المادي وغير المادي
وفي ختام كلمتها اشارت معالي الوزيرة الى بعض عناصر الرؤية الموضوعية لتحقيق تلك الأهداف المرجوة في أهمية وضرورة احترام الانسان في كل زمان ومكان وفي اطار التكافؤ والمساواة، وفي اعتبار التعارف بين البشر طريق التواصل والتعاون وهو ما يفرض احترام حياة وثقافة كل الشعوب في اطار التعارف والحوار والتعاون وتجريم العدوان وتوظيف القوة، وخلق اطار التعاون والعمل المشترك لصالح البشرية من خلال الرؤبة المشتركة للعامل الثقافي كموحد لمصالح الإنسانية ومقارباتها المستقبلية والذي سيقضي على الجهل والعنصرية والقوة والعدوان والطغيان، والمضي نحو مستقبل انساني مشترك عادل وسلمي على درب تركزه الثقافة الموحدة للبشرية.
وخلال جلسة الذكاء الاصطناعي من أجل الثقافة، أكدت معالي الوزيرة أن استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الثقافي مفيد، مشيرة إلى أن العلم والتقنية والتقدم ضروري لتقدم البشرية، لكنه يستوجب الحذر والانتباه ووضع الشروط والموانع التي تحول الإيجابي إلى سلبي.
وأضافت أن الحديث عن المستقبل يتطلب وعيًا بتحديات الحاضر وتقلباته، في ضوء خبرات وتجارب الشعوب، مشددة على أن الثقافة هي أساس المعرفة، وجسر اللقاء بين الحضارات والأجيال، وأنه لا يمكن اعتبار كل قديم سيئًا أو كل جديد إيجابيًا، بل يجب أن يكون معيار المستقبل هو المعرفة والعلم والحوار والدراسة ومصلحة الإنسان.
وبذلك، نخلق أفقًا إيجابيًا لمواجهة تحديات الحاضر، وفتح أبواب المستقبل، بما يحقق الخير والعدل والأمن والسلام للبشرية جمعاء.