سالم العوكلي
أضج بريح خاسرة
رهانها الغيم
النابح في مهجع القرى
مقفر
مرقد العين التي
لا تعلو فوق حاجبها
مقفر رغد الخريف الذي
لا يلهم قوس السحاب
…………….
في ملعب العرعر العاري
أدك صمت السفوح
بهشيم الأغصان
ربوة من الحطب الثقيل
قبر للنار المخنوقة
أحز ألسنة الدخان
بحفنة من تراب
وألهو بوثن
في آخر الروح
ثمل خلائي
يزنين الدبيب
حاسر الصرة
ناعس الأعشاب
منتوش الأغنيات
مشيح باصفراره
عن حنازيل الطيور
………..
مقبرة النار
تمور بوهج كالبركان
والسانحون
محرقة أطراف أصابعهم
بدم الخرشوف الذبيح
مبتعد بأذني
عن زفير الشتاء
………..
طليق في مرجه
أباغت كل فجوة للأكسجين
موغل في نثر الفحم
تحت عباءته الترابية
لا وقت للأغصان الممشوقة
في مساء البخور
وبرد الخريف
يلصق على وجهي الذباب
لا وقت للشجر المتغطرس
والقشعريرة تزرع في مفاصلي
يرقاتها الحمراء
…………
قوس قزح
حبل غسيل السماء
تهوي ملاقطه في مخلاتي
أقذف صوبه كرة الجورب
فتسقط في جردل الماء الفائر
أشمه بأنفي الأحمر
فيجتاح اللون رئتي
محدق بالتل المتاخم
وعاثر في تودده
فراشة الله
يغربلها الرعد
فتزوي في قلات الصخر
وفي المدى اللصيق
عقرب البرق يلسع أصابع قدمي
أقفز كضفدع مبلول
في حجر المغارة
مرتعدا بوحي لا يهبط
أحبو كهدهد جريح
إلى مرتع الجسد الحاسر
أجمع ضلوعي من قدر الورع الفوار
واحتقن برحيق شمس
تبوس جمة الجبل وتنطفئ
قال الغافل عن مئزره :
أخنق النار في قبرها
وسع مآقي الحبيبة … بكحل الغابة العمياء
برطم طول ليلك … بأراجيز الحصاد
قشر شوك الثمار … وانتفخ كما الشكوة
منزوعة الفتيل