الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-10-11

2:22 مساءً

أهم اللأخبار

2025-10-11 2:22 مساءً

كاتبة عمقت الفلسفة أفكارها وشاعرة رققت الغربة مشاعرها

01

محبوبـة خليفـة

صباح الغلا كله لباقي هلنا .. جميع المدن في ليبيا مسكنا ..

من غربها لشرقها لجنوبها .. مجملنا ..

ندعي المولى يا كريم اشملنا .. برحمه ومحبة وشوي انسانية

صباح المحبة لليبيا جملية .. صباح المحبة من عاشقة وليبية

هي تلك الرقيقة المشاعر أنيقة المظهر والهندام ناعمة الصوت راقية الفكر كثيفة الأفكار التي يعتقد كل من عرفها أنها بدأت هكذا ولكنها تعمقت أكثر بدراستها الفلسفة وعلم النفس حيث تخرجت الكاتبة الروائية والشاعرة محبوبة خليفة من كلية الآداب جامعة قاريونس ” بنغازي حاليا ” .. حين سئلت ذات لقاء إلى أي مدى أسهمت دراسة الفلسفة وعلم النفس في حسك الإبداعي والأدبي قالت : الحكاية قديمة ، وبدأت في وقت مبكر، قبل دراستي الجامعية، فالقلم كان اتجاهه واضحا منذ أيام الدراسة الثانوية، غير أن التخصص الذي أحببته في تلك المرحلة وحققته بالتحاقي بقسم الفلسفة ، قد عزّز قدراتي في الكتابة، لا شك في هذا.

صاحبتْ فيروز صباي وشبابي حتى أنني استلهمت

إحدى أغانيها «كنا وكانوا _ هالبنات مجمّعين»،

وكنت أغنيها في سهرات بيت الطالبات لتكون عنوانا لروايتي «كُنّا وكانوا» ، أمّا عالية .. فالاسم معروف

في شرق ليبيا وفيروز تغني لعلياء لا عالية

والأغنية بالطبع أحبها ومن أقرب أعمالها إلى قلبي .

درنة الزاهرة مكان ميلادها ودراستها السنوات التأسيسية ولم تتركها إلا وهي على أبواب الجامعة لتلتحق بكلية الآداب جامعة قاريونس وتتخصص فلسفة وعلم نفس في كلية الآدار .. تحكي على لسانها قائلة : الكتابة شغفٌ كبير بدأ معي منذ صباي، حيث لاحظتْ معلمات المرحلة الإعدادية هذا الشغف وهذا التعلق بفرع جميل من اللغة، وأعني الإنشاء، وكنت أجيد ذلك، غير أن انتباه أستاذ اللغة العربية المصري لِمَا كتبته في امتحان التوجيهي التجريبي هو من نبهني لنفسي ولقدراتي،  لقد قال لي بأنه عرف ورقتي أثناء التصحيح لأنه- كما قال- أصبح لي أسلوباً يخصني وهذا ما أسعدني جداً وساهم في رعاية هذه البذرة التي كانت لدي فأينعتْ .. أما تأخري في الكتابة فله أسباب شخصية وأخرى عامة وحين تجاوزت هذه الأسباب بدأت الكتابة .. وقيل عنها .. وهي التي عاشت غربة غير طوعية وخرجت عمرا من بلادها .. أن كنا وكانوا هي ” رواية لامرأة لم تختر طريقها لكنها اجتازت اختباراته ببراعة… لم تختر الغربة لكنها استطاعت إشعال شمعة الأمل في ظلمات اليأس والحيرة ” .

كما أبدعت في كتابة أشعارها الرقيقة التي لم تظهرها بعد للملاء أبدعت في التغلغل حين تبدأ ناقدة بناءة لأعمال أدبية لغيرها أحبتها وقرأتها بشغف .. وتخيرت نقدها لإحدى روايات رزان نعيم التي تلقفها الجميع جزء مما قرأت للمرة الثانية وبدأته بشتاوة ليبية درناوية قديمة ربما أعدتها إسقاطا مناسبا لما سيأتي لاحقا كان كالتالي :

(عزيز انكان سريبه هَفّ الريق يجفّ العين ترفّ العقل يساهيني ويخفّ)

وهكذا وبعد أن تُمَهِدَ للحكاية تأخذ بيد القارئ ليزور معها مواقع أبطالها ،وتستعيد معه ذاكرةً شعبية مليئة بجمالٍ هو ابن تلك الطبيعة العامرة بحكايات العشق و(صوب خليل)* ولا بأس من تاريخٍ تقدمه الراوية ، تاريخ منطقةٍ ترنحت كثيراً تحت ضربات أقدام المحاربين والمستعمرين من كل حدب وصوب ، وبينهم شابٌ انجليزي (جون برايل ) الذي كان إلى حدٍ ما الاستثناء في الحكاية. إذ جاء مغلوباً على أمره .

فهو يحب الحبَ لا الحرب ويعشق الفن ،ويحب تجسيده لوحات تسعد من يراها – في حياته أو حتى بعد رحيله- فكان هذا البناء الدرامي الذي أشادته بحبكة استاذة تجيد النبش في التفاصيل فتمنحها حياة، بل حيوات عانت ونالها نصيب من التعب، تعب الحروب والقلوب أيضاً.

رزان نعيم المغربي أجادت -كبحارٍ ماهر- الخوض في بحر طبرق وما حوله ، قدمت لنا نساء يعانين مشقة العيش في تلك المرحلة من تاريخ بلادنا لكنهن يعشن بقلوب تنبض محبةً لتعيش.

محبوبة  قالت عن مقدمة مجموعتها ( سيرة عالية ) التي تتكون من 27 قصة قصيرة أطولها هي سيرة عالية التي حثها بعض الأدباء أن تكون رواية لوحدها لو لم تجمعها في ذات الغلاف ومع عنوان رئيسي تصدر مجموعتها القصصية الثانية التي صدرت في 2020 حيث كان إصدارها الأول روايتها السيرة الذاتية  ” كنا وكانوا ” 2019 م والتي كتبتها بالفعل سيرة الكاتبة الذاتية ومسيرة حياتها الصعبة بين معيشتها في بلادها وغربتها غير الطوعية .. وقد قدمت لها ” عالية ” الروائية رزان نعيم المغربي وحين سئلت لماذا رزان قالت بحب يكلله دماثة خلقها الرفيع  :

الكاتبة الكبيرة الأستاذة رزان نعيم المغربي اسمُّ معروف على الساحة الأدبية عربياً ومحلياً. وقد كانت تتابع بحرص وجدّية لما أنشر على صفحتي، وكانت لتعليقاتها المُحِبَّة والداعمة تأثيراً على سير هذه القصص، ولا أقل من أن أدعوها لتقديمي للقارئ في أول عمل قصصي «قصص قصيرة» هذه المرة بعد نشر روايتي الأولى «كُنّا وكانوا» وقد شرّفني قبولها لدعوتي لكتابة مقدمة «سيرة عالية» ..

الحقيقة عالية هي اللي جرّتني للكتابة من الجزء الأول، لقد أمسكت بقلمي، وخناقي، بالمعنى الحرفي للكلمة، فكنت كلما أنهيت جزءًا تجرني لجزء آخر، ولحكاياتها التي لا تنتهي، عالية ما زالت معي حتى الآن وما زال خيالها يلاحقني .. وأنا حالياً أفكِّر بتحويلها لرواية وأضعها أمام القارئ ، سيرة لطيفة أحبها الناس .

اعتبر روايتي السيرة ذاتية «كنا وكانوا» هي أول أعمالي الروائية. حالياً وكثيراً ما أفكر في الخطوة التالية .. كمية صور وكثافة شخوص وأمكنة  تملأ تفكيري وقلبي .. ستصدر لي المجموعة القصصية الثانية عن دار الفرجاني تحت عنوان «ليلةُ سهدٍ في طرابلس» وكنت أتمنى صدورها قبل معرض القاهرة الدولي للكتاب ولكن يبدو أن ظرفاً ما من جانب الناشر أخَّر هذه الأمنية، لكنني في انتظار صدورها قريباً جداً بإذن الله ، ولديّ ديوان شعر جاهز للطبع وانتظر بعض تعاون من بعض أهل بيتي لإتمام التصنيف وترتيب القصائد، وأوجه عبركم نداءً لهم بالعون كما فعلوا من قبل في إصداراتي السابقة- طبعاً أمزح لكن الأمنية قائمة- كما أجمع حالياً أعمال لم أنشرها لتكون ضمن مجموعتي القصصية الثالثة بإذن الله وسيكون العنوان المقترح «ذلك الحب».

أنا الآن أكتب كثيراً وأنشر القليل.

“محبوبة خليفة” نشرت مقالات بمجلات ليبية خارج الوطن ابتداء من سنوات الثمانينات، ولها مجموعة قصصية نشرت بعضها على المواقع الليبية (ليبيا المستقبل- جريدة ميادين- السقيفة الليبية) ومواقع عربية (أنطولجيا السرد العربي ) .

وكتبت محبوبة عن الإصدار الجديد ” ليلة سُهْدٍ في طرابلس ” الذي فاجأت به أدباء طرابلس في أمسية أدبية عرضت فيها غلاف الكتاب فقط المعنون ” «أطلُّ عليكم هذه المرّة ببعضٍ من التجديد وتجويدٍ في المحتوى وفي البناء الدرامي لحكاياتي التي أعشق سردها، فهي تملكني، وأنا أقرّ بهذا وأحبّه، بعضٌ مني سكبته في هذه المجموعة القصصية الجديدة، وسيدةُ المدن التي أحب (طرابلس) بطلةُ الحكاية الرئيسية، وظلّها يُرى في المجموعة كلّها» .. «ليلة سُهْدٍ في طرابلس ستكون قريباً في مكتبات دار النشر (دار الفرجاني) ، سعادتي لا حدود لها، ولا توصيف».

الكاتبة مادغيس عادل كتبت عن روايتها ( عاليه ):

مجموعة قصصية يجمع أغلبها أن محورها مدينة درنة . لا أخفيكم اني أعشق هذا النوع من السرد الأدبي وربما يذكر بعضكم المجموعة القصصية للكاتب الليبي نوري البوري والفرح في مدينة درنة وهو أول من نشر قصص قصيرة في الحب والعشق والعلاقات الاسرية في التاريخ الليبي المعاصر ويعد أحمد الفساطوي أول من نشر قصص قصيرة على الإطلاق.

سيرة عالية هو اسم أول مجموعة قصصية وأطولها وتدور أحداثها كما هو متوقع في مدينة درنة بين عالية الحفيدة وعالية الجدة والأم أمنة وغيرها من الشخوص الشبه ثانوية. نعيش حياة أهالي درنة في عدة تفاصيل وتعرفنا الكاتبة من خلال شخوصها على خصوصيات مدينة درنة العريقة بدون أن تقحمها بدون سبب كما هو حال بعض الكتاب بل تقدم لنا الالوان الجميلة للتوع الليبي على جرعات خصوصا ما يتعلق فيها بالأهالي وتعرج على الخصوص على الخصوصية الأندلسية للمدينة من خلال الطراز الاندلسي للبيوت ونقوشها في حالة معينة وزراعة واسخلاص ماء الورد وحلوياتها ومأكولاته وخصوصياتها اللغوية وتعابير أهلها في الترحاب والشوق والعشق من خلال غناوي العلم أو الشتاوي وان كانت تشترك في هذه مع بقية الشرق الليبي.

الكاتبة اختارت وصف حال شخوصها أكثر من البلد بل أول ما يمكنكم ملاحظتة هو أن الكاتبة اختارت التركيز على الشخوص وعاداتهم ولغتهم وبعض تعابيرهم أكثر من التركيز على المكان وهذا في معظم قصصهم الاما ندر نجد تعريف باسم مكان أو بيت طبقة مهمشة تسميهم لاجيئن وهم الفقراء في أطراف المدينة وبشكل مقتضب وكما أسلفت في موقع آخر عن بيوت الأندلسيين. هذا لا ينقص من القيمة الادبية للعمل الا أنه نادر. ولعله من مقتضيات القصة القصيرة.

تمنيت أن أرى حضور بعض القريتلية في القصص لأنهم جزء مهم من التكوين السكاني للمدينة ولكن يغفر للقاصة أنها لم تدعي أن قصها تاريخية أومسح أنثربولوجي أدبي لدرنة.

القصص جدا ممتعة مع مسحة فلسفية راقية تدعوك للتفكير في التطور الاجتماعي للمجتمع الليبي عموما وتشعرك بنوع من القرب من هذه الشخصيات على بعد المسافة والزمن أحيانا.

نحن بحاجة لهذا النوع من الجنس الأدبي اللذي يعرف الليبيين على بعضهم البعض وخصوصا لما تسميه الكاتبة الحضور بلهجة أهل الشرق خصوصا.

ختاما للمسيرة الصعبة السلسة ولحكايات لا تنتهي عند شاعرتنا الراقية كاتبتنا المتعمقة أترك القارئ الذي يعرفها ومن لم يقرأ لها ايضا مع إحدى قصصها القصيرة مستمتعين بسردها السلس الشائق

التِكْرَه..  ق .  ق للقاصة والروائية (محبوبة خليفة)

كنت أتأمل المكان وأعجب كيف يسكنونَه، كنت أراه بعين طفلة، كلما وقفتُ في تلك البياتسا الصغيرة (الميدان) أتوجه بوجهي مباشرة لهذا الجبل المرتفع المأهول يسمونه (باطن بو منصور)*، تسكن بعض مناطقه المنخفضة عائلات من المدينة، وبينهم بعض مدرّساتٍ لنا ولاعب كرة شهير وبعض أفراد فرقة موسيقية من الرجال التي تشارك في الأعراس وتحييها بلا مشاكل ولا فتاوى تحرّم أو تحلل.

وفيها يسكن محبي المناطق المرتفعة وهوائها العليل. أما إذا عرجت على يسار ذلك المرتفع وفي الجزء الأعلى منه فسترى تجمع كبير من العائلات القادمة من جنوب السودان  من منطقة دارفور* يقطنون هناك ويكوّنون تجمعاً فيما يشبه الجيتو لكنه ليس مغلقاً في وجه جيرانهم في باقي الجبل أو الباطن.

ربما وصل هؤلاء إلى درنة في أعقاب مجاعة ضربت منطقتهم عقب الحرب الأهلية التي اندلعت هناك في نهاية القرن الثامن عشر أو بعد ذلك بزمن طويل-  يبدو أن  معاناة دارفور وأهلها  قديمة وليست إبنة اليوم-.كنّا صغاراً وكانت البراءة تجمعنا نترك بيوتنا بعد المدرسة ونلتقي لساعة نلعب ونضحك ونتأمل الكبار مجتمعين أمام محلاتهم.

يلعب بعضهم الورق، وآخرون يلعبون السيزا، وهذه اللعبة تحتاج لرسم مربعات على الأرض ورمي الأحجار الملونة، والتقاطها وفق قواعد يعرفها اللاعبون. كل رفاقي يتابعون هذه الألعاب إلّا أنا كان قلبي معلقاً بهم  يريد أن يعرف من هم، ومن أين جاءوا، ولما يتجمعون ويسكنون هناك وحدهم.

إلى أن كان يوماً سمعنا أن حفلاً سيقام عندهم وأن الكل مدعو ليوم (التِكْرَه أو الدنقة)..

أردتُ الذهاب وقوبلت بالرفض لبُعْدِ المكان، فجاءت عمتي فاطمة على بالي وهي التي تحبني ولا تردّ لي طلباً فأخبرتها وتوددتُ إليها، وتوسّلت أن تتوسط لدى أمي، فقبلت وأخذت يدي في يدها، وصعدنا إلى هناك. كان المكان مليئاً بالناس بالإضافة إلى سكانه، كانوا في حالة بهجة شديدة، وهياج وفرح وكان الفتية يدقون الطبول وترقص النساء وتطلق العنان لغناءٍ مبهج  ينشر إيقاعه الفرح والحبور فيسري بين الحشود فيشاركون- هؤلاء الأغراب اللاجئون إلى درنة- الفرح بالتصفيق وحتى بالحركات الراقصة.

تمسكتُ بيد عمتي أطلب الأمان فالحشد كبير ولم آلف مثله من قبل وسرى الخوفُ إلي قلبي ورجوتها أن نعود فوافقت لكن سيدة سمراء جميلة الملامح تقدمت من عمتي طالبةً منها البقاء لحضور توزيع (التكرة) فوافقَتْ، وبقينا إلى أن خفتت الأصوات وهدأت الطبول، فخرجت شابات من أحد البيوت يحملن أطباقاً ملونة من السعف في بعضها تتكدس قطع الدجاج وفي الأخرى شيئاً  يشبه الأرز وليس بالأرز.

كانت الفتيات يقدمنه بالأيدي على شكل كرات صغيرة ونأخذه في أيدينا يدٌ فيها هذا الشيء واليدُ الأخرى قطعة دجاج مسلوقة ذات طعم طيب. أما الشيء الأبيض فكان (التكرة) وهو ما يسمون يوم احتفالهم على اسمها.  لا أحد يعرف مصدر التسمية ربما كانت أسم هذه الوجبة والتي تعتمد مكوناتها على  طحين الأرز وطحين القصب والسكر وماء الزهر أو الورد*..

ما يثير في النفس الحيرة أن تلك المنطقة هي تجمع لأسر فقيرة لا تملك قوت يومها ونسائهم يعملن في بيوت المدينة فكيف يجتمع كل هؤلاء الناس لديهم ويتمكنون من تقديم الطعام على بساطته!! لكل هذه الحشود. مازالت عمتي تقبض على يدي خوفاً علي من هذا التجمع الكبير للناس، لكن نظرتها إلي وكأنها تناديني لتريني شيئاً ما جعلني أسحب يدي من يد عمتي وأنطلق إلى حيث تقف.صغيرة سمراء جميلة التقاطيع عربيتها غير مفهومة تماماً لكن طفولتنا أسرعت لتلضمُ خيطاً من الحب بين قلبينا، ففهمتها وفهمتني..

أخذتني من يدي وأدخلتني إلى ما وصفته بأنه بيتهم وهو عبارة عن حوش كبير مفتوح وبلا سقف تصطف فيه بشكل دائري غرف عديدة. يبدو أن لكل عائلة غرفة هكذا بدا لي. أدخلتني غرفة بلا أثاث إلا من قطع كليم وبعض النطوعة* وملابس مكدسة هنا وهناك ولا مكان للعبة أو تسلية فزعلت لصديقتي الجديدة كيف تعيش بلا لعبة ليتها تعرف أمي لصنعت لها عروسة  كما تصنع لي ولشقيقاتي.

كانت أمي تخيط جسم (البامبولا)* ثم تحشوها صوفاً وترسم على الوجه العيون والحواجب والأنف والفم وتطرز كل ذلك بألوان مناسبة وتلبسها ثياباً تشبه ثيابنا وأحياناً مثلها، وعَدْتُ صديقتي أن أعطها واحدة من عرائسي. وبينما نحن نحكي إشارة تتبعها بعض كلمات سمعت صوتها تنادي!! ياإلهي عمتي..

خرجت مترددةً ومشفقة على نفسي مما سألقاه. رأيتها جزعةً ومتوعدة ونالني مانالني منها ومع ذلك التفتُّ لصديقتي التي لا أعرف اسمها وأشرتُ لها بأنني سأعود بالعروسة. لم أعد ولا أهديتها إحدى عرائسي! أخلفتُ بوعدي بلا عذرٍ إلّا من غياب عمتي التي رحلت دونما استئذان من محبيها فغلّف القلبُ الصغير حزنٌ لم يألفه، حزنٌ لغياب القلب الكبير وحزن لأنني لن أفي بوعدٍ  لصديقةٍ صاحبتها ذات احتفال في باطن بو منصور .

_____________________

هامش :

*باطن بو منصور مرتفع جبلي يقع في أهم أحياء مدينة درنة.

*المعلومات الواردة بخصوص سكان هذا المرتفع من أهل دارفور ومكونات (التكرة) حصلت عليها من الأستاذ الجامعي والباحث الأستاذ “عبد الله بودرباله” وأوجه لحضرته جزيل الشكر والشكر موصول لزوجته الصديقة العزيزة “سليمة ارحيّم”.

*النطوعة : جلود الخراف بصوفها تستخدم للجلوس عليها.

*البامبولا: مصدرها إيطالي وعادة يطلقها الإيطاليون على اللعبة التي تلعبها الصغيرات وعلى الطفلة الحلوة. وفي ليبيا أيضاً نطلقها على العرائس التي تلعب بها الفتيات.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications