نيفين الهوني
1
لا شيء في هذا العالم يستحق التذمر
لا الباب المخلوع أبدا في حياة كل منا رغم أننا نتقن اصلاح أبواب الآخرين كلما طُلب منا ذلك ونعجز عن سد ثغرات وفجوات أبواب ظلت تسترنا عمرا ولازالت، ولا شبابيك الفرح الموصدة في وجوه مستحقيها المشرعة أمام الآخرين وهم كم البذاءات التي تعترضنا طوال حياتنا ولا نعترض .
2
لا شيء في هذا العالم يستحق التذمر
لا الجارة الوحيدة – التي تطرز على مناديلها الملينة بالدموع ووسائدها المبقعة بأحمر شفاهها وشراشفها اللزجة في سرية تامة – كل عام حروف اسم جديد وعدها باللقاء الرسمي وهرب بعد أن احترقت الشبكات السلكية واللاسلكية بوهج الافتراضي في واقع يعاني الصقيع .
ولا الجارة الشابة تلك العارية دائما أمام مرآتها المقابلة لباب البلكون الذي يتنافس على الوقوف فيه زوجي المراهق وأبني الذي أنضجته الحروب والظروف قبل أوانه
3
لا شيء في هذا العالم يستحق التذمر
لا الحانوتي الذي رفض دفن جارتنا العجوز الا بعد أن يدفع أبنائها الذين أخافتهم الحرب في بلدي فلاذوا بالفرار مع أبنائهم ونسوا وهم ويودعونها أنها رفضت الهرب من أبيهم ذات ليلة شتوية بردها قارص أراد فيها قتلهم لأنهم طالبوه بالعشاء حين دفئه قارورة مستوردة كان ثمنها بقائهم جياعا تلك الليلة وليال آُخر.
ولا الشيخ الطاعن في السن الذي ظل يعلم أطفال الحي ويردد على آذان شبابه وكهوله دروسا في صلة الرحم كل جمعة ونسي تعليم أطفاله ليموت ليلة الجمعة مبتورا عاجزا وحيدا في دار العجزة والمسنين
4
لا شيء هذا في العالم يستحق التذمر لا وجهي الذي ملأته التجاعيد في انتظارك
ولا كفك التي صفعتني اليوم بالنهاية .