فرج الشطشاط
تتمثل قوة أي صناعة درامية في قدرتها على الجمع بين الأصالة والابتكار، وبين الجمال البصري والعمق الثقافي؛ وفي هذا السياق، تملك ليبيا مقومات فريدة تجعلها أرضًا خصبة للإبداع الدرامي، فالتنوع الجغرافي، من الصحراء الواسعة إلى السواحل الخلابة، ومن المدن التاريخية إلى الواحات النائية، يوفر لوكيشنات طبيعية لا تضاهى، يمكن استثمارها في إنتاجات تلفزيونية وسينمائية تجذب المشاهدين محليًا وعالميًا على حد سواء.
إضافة إلى ذلك، يمتلك التراث الليبي ثروة هائلة من الحكايات والأساطير الشعبية، التي تعكس تجارب المجتمع، وتطرح قيمًا إنسانية متجددة، هذه القصص المحلية ليست مجرد موروث تاريخي، بل هي قاعدة صلبة يمكن من خلالها بناء أعمال درامية تحمل بصمة ليبيا الأصيلة، وتُروى بلغة تجذب المتلقي العالمي.
حين نلتفت إلى المحلية بصدق وإبداع، فإننا لا نصنع أعمالًا للفئة المحلية فقط، بل نعد أنفسنا للانطلاق إلى العالمية. فالأعمال الدرامية التي تنبع من واقع المجتمع تحمل أصالةً لا يمكن تقليدها، وتتميز بقدرتها على الوصول إلى قلب المشاهد في أي مكان بالعالم.
إن الاستثمار في المحلية ليس خيارًا بل استراتيجية ضرورية؛ تنمية الإنتاج الدرامي الليبي، نقل الحكايات المحلية، وتسويقها عالميًا، هي خطوات متتالية تجعل ليبيا لاعبًا مهمًا في خارطة الإنتاج الدرامي الدولي، والأهم من ذلك، أن الأعمال التي تُصنع بروح الأصالة الليبية تُسهم في تعزيز الهوية الوطنية، وتخلق فخرًا جماعيًا يليق بتاريخ هذا البلد العريق.
في الختام، حين نتقن رواية قصصنا المحلية، نكتب أنفسنا في سجلات العالمية، ونؤكد أن ليبيا ليست مجرد موقع على الخريطة، بل هي حكاية تُستحق أن تُروى للعالم كله.
