منصور بوشناف
الهوية ليست أيقونة جامدة هي متحولة وحية، تولد وتكبر وتشيخ، ترقص وتندب، تكفر وتؤمن، قد تكون عنقاء وقد تكون «زومبي» والمدينة مثلت مشروع الكيان الحديث رغم هشاشتها، الذي لم يستطع الصمود أمام عواصف القبلي ولا زومبي قرون الظلام والتخلف، المدينة الليبية الحديثة يتنازعها المتوسط والصحراء الكبرى «صراع الغزالة والحسناء» بدل تكاملهما.
بناء قصة في ليبيا وسردها أمر شبه مستحيل في ظل القمع الثقافي والسياسي والاجتماعي ولعقود طويلة. إن السارد يناور ويعلق ويناقض نفسه، يتخلص ساخراً ويأساً من آليات وفلسفة الحداثة، لينتج نصاً سائلاً «ما بعد حداثوي» إن صح التوصيف. ونظل والنص أسرى ميراث متناقض وجامد رغم قفزتنا نحو ما بعد الحداثة والتفكيك والسخرية والعبث واللاجدوى.