قالت وزارة الداخلية التونسية، في بيان مساء أمس الأربعاء إن الاعتداء على إحدى سفن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة خلال رسوها في ميناء سيدي بوسعيد كان “مدبراً”. وجاء بيان الداخلية التونسية بعيد إعلان أسطول الصمود العالمي تعرضه لهجوم بطائرة مسيرة في ثاني ضربة من نوعها في غضون يومين. ولم توجه الوزارة الداخلية التونسية اتهامات لأي جهة، غير أنها أكدت أنها تعمل على “إجراء كل التحريات والأبحاث لكشف الحقائق كلها حتى يطلع الرأي العام، لا في تونس وحدها، بل في العالم كله، على من خطط لهذا الاعتداء وعلى من تواطأ وعلى من تولى التنفيذ”.
ومن المقرر أن ينطلق الأسطول إلى قطاع غزة اليوم الخميس، بعد تأجيل تحركه أمس الأربعاء بسبب الأحوال الجوية. وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، تدفق آلاف التونسيين إلى شاطئ سيدي بوسعيد قرب العاصمة تونس لدعم أسطول الصمود. ويحظى الأسطول الذي يضم المئات من النشطاء ويتألف من العشرات من القوارب بدعم وفود من 44 دولة، بما في ذلك الناشطة السويدية غريتا تونبيرغ والسياسية اليسارية البرتغالية ماريانا مورتاغوا. ويهدف الأسطول إلى إيصال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يتعرض لإبادة جماعية إسرائيلية منذ نحو 3 أعوام، وحصار مستمر منذ 18 عاماً، ووصل إلى ذروته خلال الإبادة، ما تسبب بمجاعة أودت بحياة المئات من المدنيين، وفاقمت من مأساة المرضى وجرحى القصف بسبب عدم توفر الأدوية.
وقال أحد المصادر من هيئة الأسطول لـ”العربي الجديد” إن عدد المشاركين بلغ نحو ألف مشارك، وإن عدد السفن بلغ تقريبًا 60 سفينة من 45 دولة، جلها جاهز للإبحار. وأكد أنه رغم التهديدات والاعتداءات التي حصلت أمس على سفينة “ألما” وسفينة “فاميلي”، فإن “العزيمة صلبة كالحديد”. وقال النائب بالبرلمان التونسي وأحد المشاركين في الأسطول، محمد علي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إن العالم سيشهد هذا الحدث التاريخي، مؤكّدًا أن “أنظار العالم متجهة نحو تونس، وجميع الفئات ستشارك في هذا الحدث الكبير، كذلك فإن الحضور من مختلف البلدان”. وأشار إلى أن “الكيان المجرم سيُحاسب، فهو يقتل الفلسطينيين جوعًا وعطشًا، وأبشع الحروب لم تعرف حربًا كالتي تشهدها فلسطين من إبادة وتجويع”، مبينًا أنه يشعر بالفخر بصفته نائبًا مشاركًا في أسطول الصمود العالمي، وأن “جميع القلوب ستكون مع القافلة”.