في ظل استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والذي خلّف حتى الآن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، عبّرت شعوب دول المغرب العربي عن تضامنها العميق مع الشعب الفلسطيني، عبر مظاهرات واحتجاجات واسعة، رفضًا للإبادة الجماعية في قطاع غزة.
مظاهرات في المغرب دعما لأسطول الصمود
شهدت مدينتا طنجة وأكادير في المغرب، مساء السبت، مظاهرات حاشدة دعمًا لأسطول الصمود العالمي المتجه إلى قطاع غزة، وتنديدًا بالحرب الإسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني.
المظاهرات جاءت بدعوة من “المبادرة المغربية للدعم والنصرة” (منظمة غير حكومية)، وشارك فيها الآلاف من المواطنين والنشطاء والحقوقيين من مختلف الشرائح الاجتماعية.
ففي أكادير، احتشد المئات في اعتصام مفتوح حتى منتصف الليل، رافعين شعارات داعمة لكسر الحصار المفروض على القطاع، في حين جابت مظاهرات حاشدة شوارع مدينة طنجة تحت شعار “دعمًا لأسطول الصمود العالمي”.
ومن بين الشعارات التي رددها المتظاهرون: “فلسطين تقاوم”، “لا للتجويع ولا للإبادة”، “يا شهيد ارتاح، سنواصل الكفاح”، و “يا للعار، غزة تدمر”.
وأدان المشاركون محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، والتجويع الممنهج، والاستهداف المستمر للمدنيين، مطالبين برفع الحصار عن القطاع، وإنهاء الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
وكانت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة قد أعلنت السبت عن انطلاق أول سفينة ضمن “أسطول الصمود العالمي” من ميناء بنزرت في تونس باتجاه القطاع، في تحرك رمزي لكسر الحصار الصهيوني المفروض منذ 18 عامًا.
ويضم الأسطول نحو 50 سفينة، منها 23 سفينة مغاربية (من دول شمال إفريقيا) و22 سفينة أجنبية، ويشارك فيه متضامنون من دول عدة في أوروبا، وأمريكا اللاتينية، والولايات المتحدة، وباكستان، والهند، وماليزيا.
احتجاجات في تونس أمام السفارة الأمريكية تنديدًا بالإبادة في غزة
في العاصمة التونسية، نظم عشرات الناشطين، مساء السبت، وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية، ضمن فعاليات “صرخة الحق الفلسطيني في وجه الغطرسة الأمريكية”، بدعوة من “الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع” (مستقلة).
وهذه هي الوقفة الـ90 أمام السفارة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، تعبيرًا عن رفض الدعم الأمريكي المطلق للكيان الصهيوني.
وفي كلمة ألقاها خلال الوقفة، دعا عضو الشبكة فتحي عبازة السلطات التونسية إلى اتخاذ مواقف أكثر جرأة، مطالبًا بما يلي:
-تجريم التطبيع مع إسرائيل قانونيًا وسياسيًا.
-وقف التعاون العسكري والفني مع الولايات المتحدة والناتو.
–تجميد العلاقات مع الولايات المتحدة إلى حين وقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
ورفع المشاركون شعارات قوية مناهضة للوجود الأمريكي في تونس، منها:
“لا وصاية أمريكية على الأراضي التونسية”، “طالما غزة تحت النار، السفارة في حصار”، “الصهاينة والأمريكان شركاء في العدوان”
كما دعوا إلى فتح المعابر مع غزة، وكسر الحصار، ووقف الإبادة والتجويع، وطرد السفير الأمريكي، وإغلاق السفارة الأمريكية في تونس.
كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة
تأتي هذه التحركات في وقت يعيش فيه قطاع غزة تحت حصار خانق فُرض منذ مارس 2024، بعد إغلاق الكيان الصهيوني لكافة المعابر، ومنع دخول المواد الغذائية والدواء والمساعدات، مما تسبب بمجاعة أودت بحياة 420 فلسطينيًا، بينهم 145 طفلًا، وسط صمت دولي وتجاهل لقرارات محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف الإبادة.
وبحسب إحصائيات رسمية حتى السبت، خلف العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر 2023 ما لا يقل عن 64,803 شهيدًا و164,264 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح أكثر من 1.5 مليون فلسطيني، وتدمير واسع للبنية التحتية والمرافق الصحية.
المظاهرات في المغرب والاحتجاجات في تونس تدل على عمق الغضب الشعبي في دول المغرب العربي تجاه الإبادة الجماعية في غزة، والتصميم على مواصلة الضغط الشعبي والسياسي لكسر الحصار، وتجريم التطبيع، ودعم الفلسطينيين في مقاومتهم المشروعة.
