باشر الفريق الفني بمصلحة الأثار أعماله في مدينة صبراتة الأثرية، والتي تهدف إلى تقييم وضبط حدود المنطقة الأثرية والمنطقة العازلة، وتقديم تقرير نهائي محدث بالبيانات اللازمة.
الخطة المستهدفة
وتتمثل الأعمال التي قوم بها خبراء المصلحة في تقييم الحدود والمنطقة العازلة من خلال مراجعة وتحديد حدود المنطقة الأثرية والمنطقة العازلة المحيطة بها لضمان حماية أكثر فعالية، إلى جانب جمع البيانات الحديثة حول حالة الموقع والتهديدات الحالية لتسهيل عملية التخطيط للحفظ، ومن ثم إعداد تقرير نهائي شامل لمجلس الوزراء يتضمن النتائج والتوصيات للإجراءات التصحيحية.
التوصيات لتحقيق الخطة
وأوصت المصلحة بتعزيز التعاون الدولي من خلال الحصول على الدعم المالي والتقني من اليونسكو والمنظمات الدولية مثل صندوق الطوارئ للتراث، ووضع خطة إدارة شاملة تشمل تطوير خطة إدارة متكاملة تشمل الحفظ المستدام والمراقبة المنتظمة للموقع، إضافة إلى زيادة الوعي المجتمعي.
تحديات
ويواجه الموقع الأثري مجموعة من التحديات والتهديدات من بينها الصراع وانعدام الأمن، حيث أنه منذ عام 2011، عانت ليبيا من عدم الاستقرار السياسي والصراعات المسلحة، مما أثر على الحفاظ على التراث الثقافي.
ومن بين التحديات التهديدات البيئية والبشرية، والتي تشمل التلوث، والتعديات العمرانية، والنمو النباتي الزائد، وتأثير الرطوبة وأملاح البحر على الهياكل الحجرية، كما يُلاحظ الإهمال في إدارة النفايات داخل الموقع، إلى جانب عدم وجود خطة إدارة شاملة ونقص التمويل والموارد التقنية يعيقان جهود الحفظ.
صبراته وتاريخها
يشار إلى أن صبراتة مدينة ساحلية قديمة تأسست في العصور البونية وازدهرت خلال الحقبة الرومانية، وهي واحدة من المواقع الخمسة في ليبيا المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1982.
وأدرجت اليونسكو صبراتة على قائمة المواقع المعرضة للخطر في عام 2016 بسبب الأضرار الناجمة عن الصراع والتهديدات مثل البناء العشوائي والحفر غير المشروع.
وكانت اليونسكو قد قامت بعدة زيارات ميدانية، آخرها في فبراير 2025، لتقييم حالة الحفظ وتقديم الدعم التقني، حيث تم تنظيم فعاليات مثل “فاعليات التراث الثقافي” في صبراتة بمشاركة متطوعين محليين ودوليين لتنظيف الموقع ورفع الوعي المجتمعي.
يشار إلى نجاح جهود الحفظ في مدينة غدامس القديمة، في رفع المدينة من قائمة الخطر في يوليو 2025، وهو ما يعد حافزًا لمواصلة العمل في صبراتة.
