ما يزال اسم الحاج عبد النبي الحجازي حاضرًا في ذاكرة أبناء مدينة بني وليد باعتباره أحد أبرز صُنّاع الأحذية التقليدية الذين وهبوا حياتهم للحفاظ على التراث الليبي الأصيل. فمنذ خمسينيات القرن الماضي، عُرف الرجل بإتقانه لهذه الحرفة النادرة التي قاومت تقلبات الزمن وتغير الأجيال.
الحاج عبد النبي، الذي تعلم الصنعة على يد والده، لم ينظر إلى الحرفة كمجرد وسيلة للرزق، بل اعتبرها رسالة للحفاظ على أصالة المجتمع الليبي وذاكرته الشعبية وتميز بمهارة خاصة في استخدام الحرير الأصلي، ليخرج أحذية فريدة كانت مقصدًا للمواطنين، خصوصًا في الأفراح والمناسبات الاجتماعية، حيث ارتبطت منتجاته بالجمال والذوق الرفيع.
ورغم أن ضعف بصره في السنوات الأخيرة اضطره إلى اعتزال المهنة، فإن ما تركه من إرث حرفي وفني ما زال شاهداً على إبداعه، ليبقى في نظر أبناء بني وليد رمزًا للإتقان ووفاءً لتراث لا يقدّر بثمن.