تباينت ردود فعل أعضاء مجلس النواب على خارطة الطريق التي قدمتها بعثة الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية والمبنية على ثلاثة ركائز أساسية تقضي بتنفيذ إطار انتخابي سليم فنياً وقابل للتطبيق سياسياً يهدف إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية – توحيد المؤسسات من خلال حكومة جديدة موحدة – حوار مُهَيكَل يتيح المشاركة الواسعة لليبيين لمعالجة القضايا بالغة الأهمية التي يتعين التعامل معها من أجل إيجاد بيئة مواتية للانتخابات وصياغة رؤية مشتركة والتصدي لدوافع الصراع القائمة منذ زمن طويل مع دعم بذل الجهود على المدى القصير لتوحيد المؤسسات وتعزيز الحكم الرشيد في القطاعات الرئيسية.
تجارب
وأكد عضو مجلس النواب صالح إفحيمة أن المجلس ينظر بإيجابية وحذر إلى خارطة الطريق التي طرحتها البعثة الأممية.
وبَيَّن إفحيمة في تصريح لـ “المنصة” أن خارطة الطريق قد تفتح أفقا جديدا نحو الاستقرار السياسي إذا التزمت الأطراف الليبية بروح التوافق وأدت البعثة دورها كوسيط محايد.
وشدد إفحيمه على أن التجارب السابقة تدعونا للتنبه إلى مخاطر التعثر ما لم تتغلب المصلحة الوطنية على الاعتبارات الضيقة ويبقى الحل الحقيقي في النهاية بيد الليبيين أنفسهم.
مراحل انتقالية
فيما قال عضو مجلس النواب محمد العباني إن ما قدمته البعثة الأممية من خلال خارطة الطريق لا يخرج البلاد من استمرارية المراحل الانتقالية.
وأضاف العباني في تصريح لـ “المنصة” أنه من الجميل والمهم جدا “أن تكون هناك خارطة طريق لمساعدة الليبيين في إعادة بناء نظام حكم مدني يبنى على مؤسسات تتمتع بسلطة قادرة على بسط هيمنتها وفرض الضبط والربط على كامل إقليم الدولة، وحائزة على رضا أغلبية مواطني شعبها”.
وتابع العباني “نلاحظ أن ما قدمته البعثة من خلال خارطتها لا يخرج البلاد من استمرارية المراحل الانتقالية، ومؤسسات حكم يعوزها القدرة على إحداث الفعل، بسبب وجود هذه القدرة بيد الجماعات المسلحة المنتشرة على كامل التراب الليبي”.
وقال العباني “نرى بأن الأزمة في ليبيا، تكمن في هيمنة وسطوة التنظيم غير الرسمي الحاكم في البلاد بما يمتلكه من قوة مسلحة، ومراكز نفوذ، ومصالح مرسلة، فمن المستحيل بناء مؤسسات مدنية فعالة بتنظيم رسمي، في وجود تنظيمات غير رسمية متمسكة بقوى الأمر الواقع”. ولفت إلى “أنه لا يمكن قيام دولة مدنية في وجود مليشيات مسلحة”.
انتخابات
ورأى عضو مجلس النواب خير الله التركاوي ضرورة تطبيق خارطة الطريق التي اقترحتها البعثة الأممية كما هو مخطط لها لضمان نجاحها.
وأضاف التركاوي في تصريح لـ “المنصة” أن قدرة خارطة الطريق على إنجاز الانتخابات مرتهنة بصانع السم الذي هو نفسه صانع الداء مؤكدا أن المعرقلين هم نفسهم جزء من خارطة الطريق.
وشدد التركاوي في تصريحه على أن نجاح الخطة من عدمه يعتمد على الجديد الذي تقدمه هذه الخطة.
