أعلنت السلطات الجزائرية، عن وفاة طفلين يبلغان من العمر 7 و11 سنة بداء الكلب، بعد إصابتهما جراء عضات كلاب ضالة غير ملقحة ومصابة بالداء، وذلك في منطقة أم البواقي شرقي البلاد. فيما يرقد ستة مصابين آخرين في المستشفى تحت الرعاية الطبية.
ووصل وزير الصحة الجزاري ، محمد صديق آيت مسعودان، أمس الأربعاء، إلى ولاية أم البواقي للوقوف على الحالة الصحية للأشخاص الذين تعرضوا لعضات كلاب مسعورة، والتي أسفرت عن تسجيل حالتي وفاة. كما تم تشكيل خلية أزمة على مستوى الولاية لمتابعة الوضع الصحي، في وقت تواصل المصالح المختصة تحقيقاتها لمعرفة ملابسات ظهور داء الكلب، خاصة في ما يتعلق بالكلاب المتشردة التي دأبت السلطات المحلية على تحييدها ضمن عمليات منتظمة ومعلنة.
وأفادت وزارة الصحة بأن الوزير، مرفوقا بالطواقم الطبية، زار المصابين الذين يخضعون حاليا للمراقبة والمتابعة الطبية اللازمة بمستشفيات الولاية، مطمئنا ذويهم بأن التكفل يتم وفق البروتوكولات الصحية المعمول بها في مثل هذه الحالات، مع تشديده على ضرورة اتخاذ جميع التدابير الصحية والوقائية اللازمة. كما تقرر في الأثناء تشكيل خلية متخصصة في الدعم النفسي، لضمان التكفل بالمصابين وعائلاتهم والتخفيف من الآثار النفسية الناجمة عن هذه الحادثة.
وأظهرت بيانات سابقة نشرتها وزارة الصحة، خلال إحياء اليوم العالمي لمكافحة داء الكلب الذي يوافق الـ28 سبتمبرمن كل عام، أن الجزائر تسجل معدلا يقارب 15 حالة وفاة بداء الكلب سنويا، وأن أزيد من 42% من الإصابات تُسجَّل في صفوف الأطفال دون سن الخامسة عشرة. كما بيّنت المعطيات أن الكلاب تمثل السبب الرئيسي للإصابات بنسبة 82.5%، من بينها 54% تعود إلى كلاب ضالة، وهو ما يُعزى أساسا إلى ضعف احترام التلقيح الدوري. وفي هذا الإطار، وضعت الحكومة الجزائرية خطة تهدف إلى بلوغ صفر إصابة بداء الكلب بحلول عام 2030.
وداء الكلب هو مرض فيروسي يمكن الوقاية منه باللقاح، ويحدث في أكثر من 150 دولة ومنطقة، ويتسبب في عشرات الآلاف من الوفيات كل عام، معظمها في آسيا وأفريقيا. كما أن 40% من الأشخاص الذين يتعرضون للعض من حيوانات مشتبه بها مصابة بداء الكلب هم أطفال تحت سن 15 سنة، وفق معطيات منظمة الصحة العالمية.
تشكل الكلاب المصدر الرئيسي لوفيات البشر بسببه، حيث تساهم بما يصل إلى 99% من جميع حالات انتقال داء الكلب إلى البشر. وتشير المنظمة إلى إمكانية القضاء على داء الكلب من خلال تطعيم الكلاب ومنع عضات الكلاب. وحددت منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب هدفا عالميا يتمثل في “عدم وجود وفيات بشرية بسبب داء الكلب بحلول عام 2030”.
