الاهتمام يشعر الإنسان في أي مكان وزمان أن المودة تحوطه فينشر لا شعوريا الود بالود والعطاء بالعطاء .. فما بالكم بإنسان مبدع أي أن مشاعره فياضة بالحب والاحساس المرهف تجاه من و ما حوله .. وعادة هذا النوع من الناس سريع الشعور بالخذلان وكسر الخاطر .. كما سريع الاغتباط والشعور بقيمة ما ينتج إبداعيا وتضخم المسؤولية لديه حيال الآخرين من القراء سواء العاديين أو المتخصصين حينما يسلط عليه الضوء بشكل عميق ومهم وتدرس كتبه ودواوينه فهذا اعتراف أكاديمي وشعرية عملية علمية أسعدت الوسط الأدبي والثقافي عامة حينما وقع ديوان ” تمثال يخون الحجر ” للشاعر الكبير محي الدين المحجوب كقيمة معرفية وفكرية تستحق التحليل والدراسة ، ليكون ختم جودة من المؤسسة العلمية الأهم في البلاد .


ففي هذا الشهر سبتمبر من العام الجاري 2025 م في جامعة الزاوية بكلية الآداب قسم اللعة العربية وآدابها وتحت عنوان (( جماليات التلقي في شعر محي الدين محجوب _ ديوان تمثال يخون الحجر أنموذجا )) قدمت للمناقشة رسالة ماجستير للأديب الكبير وطالب الماجستير الأكاديمي الأستاذ عبد اللطيف البشكار .. وكانت الدراسة أنموذجا في النقد الأدبي ما بعد الحداثي حيث تشكلت اللجنة من الدكتورة فاطمة الطيب قزيمة عضواً مشرفاً ومقرراً جامعة الزاوية والدكتور إسماعيل محمد الصابري عضوا داخليا جامعة الزاوية والدكتور سوف أبو القاسم الرحيبي عضواً خارجياً جامعة غريان .
جميل أن تنتهي جلسة المناقشة بحضور لفيف من الأكاديميين وجمع من المخضرمين الكبار من الكتاب والأدباء بما قررته اللجنة : إجازة الرسالة بدون ملاحظات وأوصت بطباعتها على نفقة الجامعة وقررت بتعميمها على الجامعات الليبية كمنهج تعليمي وحضر الجلسة نخبة من الشعراء والأدباء الليبيين وجمع غفير من الأساتذة والمثقفين والمهتمين بالشأن النقدي والأدبي .

مما قرأت وسقته للقارئ الكريم ما كتبه الأستاذ الكاتب المهدي الحمروني حيث كتب عن ذاك المحفل الأكاديمي : (( نوافح السؤال حول ضرام الشعر ))
برفقة كل من الأستاذ الكاتب الكبير أمين مازن عميد الكتاب والأدباء الليبيين؛ متعنا الله بطول عمره، والشاعرين الصديقين فرج العربي ونور الدين الورفلي؛ انطلقنا صباح الأمس نحو قاعة بحوث كلية الآداب بجامعة الزاوية، تلبيةً لدعوةٍ كريمة من الأستاذ عبداللطيف البشكار، واللجنة الخاصة بمناقشة أطروحة الماجستير، والتي كرّسها حول ديوان الشاعر الأستاذ محيي الدين المحجوب ” تمثالٌ يخون الحجر”. كان الطريق مسالمًا وفسيحًا إلى ضحًى منعش، رأفةً وعناقًا بالجهد المبهر للبحث المتأهب منذ ثلاث أعوام، لولا طوارئ الظروف المعاكسة لإرادة رواق الرعاة، وعلى رأسهم الأديبة القامة د فاطمة قزيمة والتي آمنت بقيمة الرسالة في متن الشاعر المبرز .

برفقة هؤلاء ونحو سوق أدب أولئك .. يقصر الدرب بما يتهاطل من أطراف نفائس الحديث، وسجاله المشوّق، ولكنه أفرط في القصر، ربما تضامنًا مع التئامٍ مُنتظر؛ حول وهج وقطاف الرؤى لنوافح السؤال حول ضرام الشعر، فكان لا بد للمتعة من حيرتها بين مجلس رفاق الرحلة، وبين الترجُّل التحاقًا بمأدبة المناقشة، ثم هامش حوارها مع من سبقنا من الحضور الأنيق للأساتذة : الكاتب حسين المزداوي، والشاعر الناقد جميل حمادة، والباحث والكاتب عبدالحكيم عامر الطويل ، والكاتب عبدالفتاح البشتي، والقاص عمر عبّود، وبحضور الشاعر محيي الدين المحجوب والكاتب ناصر المحجوب، وجمع غفير من أصدقاء البشكار، والأساتذة الأكاديميين، ورهطٌ من طلبة الدراسات العليا، ثم اختتمت الجلسة بضيافة كريمة في بيت البشكار العامر بالسخاء والإكبار والحفاوة. ستكون شهادتي متواضعة ومجترحة حول الأطروحة القيّمة لقامة وعقل البشكار النقدي، وحول التأثيت القدير والرفيع للمبدعة فاطمة قزيمة ورفيقيها الذين فخروا بالرسالة فأجازوا وأوصوا بطباعتها، وكذلك تبنّيها منهجًا جامعيًّا أكاديميًّا، لكننا سنطمح أن تكون منطلقًا وحافزًا لنهره المترف للتدفق بالثراء. (( الحمروني ))



ختاما قراءنا الأوداء .. جميل أن تضاعف القيمة الرمزية لاسم كاتب شاعر قاص روائي صحفي عبر إدراج أعماله كتابا أو موضوعا بعينه أو عناوين رنانة له أو قصيدة واحدة مؤثرة ضمن بحث متخصص علمي أدبي ليصبح كاتبا جماهيريا بمكانة يجمع فيها بين من قرأه بوجدان قارئ عادي يستزيد وقارئ متخصص قرأه لأنه وجد في عمله ما يجدي ويترك عبرة وأثرا لغيره في ذات مجاله الإبداعي .. من هنا وددت قبل أن أكتب هذا الخبر في موضوع ثقافي عام عبر منصتنا الليبية الإخبارية أن أتلقى جوابا على سؤالي من صاحب الشأن الشاعر صديقي محي الدين المحجوب حول شعوره حين رأى ديوانه يدرس ويناقش في بحث جامعي محكم ينال صاحبه درجة علمية لأنه درس أدبه بإتقان !!؟؟