الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-10-14

8:06 مساءً

أهم اللأخبار

2025-10-14 8:06 مساءً

الكوني كما لم يقرأه أحد إلا الأصفر

01

محمد الاصفر

سأل الكاتب ممدوح عبدالستار الروائي محمد الاصفر مباغتة وهو يعرف علاقته بالكوني وإن كانت وجيزة ولقاؤه به لمرة واحدة بين غربتين ” ألمانيا حيث الاصفر وإسبانيا حيث الكوني ” في تخير للبعد عن الوطن ليبيا كمنافي اختيارية ربما اضطرارية .. فقال ممدوح .. لديك علاقة جيدة بالروائي إبراهيم الكوني ، حدثنا عن هذه العلاقة ، وما أبرز المواقف التي حدثت على المستويين الإبداعي، والشخصي ؟ فهطلت الإجابة قراءة في شخصية الكبير الذي اعتقده البعض انطوائيا منزويا في عالمه الصحراوي وربما ظنه آخرون أخذه الكبر لأنه بالفعل كبير بإبداعاته ولكن قراءة محمد الاصفر في الكوني جاءت لتقول عنه :

– أعتز بإبراهيم الكوني وأحترمه لإخلاصه لمشروعه الأدبي وعدم النأي عنه أو الانشغال بأي مشروع آخر، وحقيقة استفدت كثيراً من قراءة كتبه حينما قررت دخول مجال الكتابة، فهو إضافة إلى موهبته الكبيرة كان قد درس الأدب في الاتحاد السوفييتي ونهل من عوالم تولستوي ودوستويفسكي، وجوجول، وتشيخوف، وجوركي، ودراسته للأدب جعلته يكتب بطريقة صحيحة لا تحتاج إلى محرر. لم أتعرف إليه شخصياً إلا أخيراً، عندما دعاني لزيارته في محل إقامته قرب مدينة برشلونة، وبقيت معه يومين أو ثلاثة اقتربت فيها من عوالمه وطقوسه عن كثب، قال لي في أوروبا ستعرف قيمة الوقت وتكتب أكثر وبشكل جيد، هو إنسان لطيف ومرح وكريم، يسدد لك ثمن الفندق والقطار ويدخل معك السوبر مارك لتتسوق على حسابه ما تحتاج إليه من، ويتحدث معك دون أن يسيء لأحد، يمكنك أن تتعلم منه أشياء جيدة كثيرة إن أحببت في المجال الإبداعي والإنساني، أعتبره هو والصادق النيهوم أفضل كاتبين أنجبتهما ليبيا، عندما تكون معه تشعر بالسعادة والألفة والحميمية، تشعر كأنه أب أو أخ كبير، لم نتحدث كثيراً، كان الصمت بيننا هو المتحدث؛ صمت الأندلس وليس صمت الصحراء الذي لا أفقه فيه شيئاً، تناولنا الطعام معاً وتجولنا على شاطئ البحر، نلتقي في الضحى وعند العشية نفترق، ليعيش كل واحد منا في محرابه الذي يحب. بعدها صارت بيننا مراسلات هو يكتب لي رسائل بأسلوب عذب جميل لا أعرف كيف أرد عليها، هو متمكن من فن كتابة الرسائل كتمكنه من فن الرواية، رسائله وكأنها مقاطع روائية، عرفني أيضاً إلى كتاب ومترجمين ألمان أفادوني عندما احتجت لهم في بعض الإجراءات الرسمية، عندما انتقلت للعيش في ألمانيا كان معي رواية (التبر) لإبراهيم الكوني، قرأتها من قبل لكن حينما أجدها أمامي في أي مكتبة أقتنيها ثم أهديها لأي صديق، أشعر بأنني أهدي ذهباً حقيقياً وليس كلمات من ذهب، يحدث معي الأمر كذلك مع روايات نزيف الحجر والمجوس والسحرة. حينما وصلت ألمانيا حاولت أن أنخرط في الوسط الثقافي الألماني لكن توقفت، وجدتهم لا يعاملوننا ككتاب إنما كمهاجرين يريدون أن يحكوا على تجاربهم التي جاءت بهم إلى أوروبا، ووجدت أيضاً أن كل المهاجرين واللاجئين قد تحولوا بقدرة قادر إلى أدباء وفنانين، ومن هنا تذكرت الكوني وقلت العزلة هي الأفضل، هي الحل، العزلة هي ألا تهدر الوقت في اللا جدوى، العزلة تعني قراءة أكثر، كتابة أكثر، تأملاً أكثر .

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications