تحتضن بلدية وادي عتبة عدد من المعالم السياحية والتاريخية التي تعكس عراقة المنطقة وامتدادها الحضاري عبر العصور، ومن أبرزها مقبرة قديمة يُرجح أنها تعود إلى الحقبة الجرمنتية، نظراً لأسلوب الدفن المميز فيها، حيث وُجدت الجثث موضوعة في وضعية القرفصاء أو واقفة بشكل دائري، ما يؤكد أنها غير إسلامية وتختلف تماماً عن تقاليد الدفن لدى المسلمين.
المقبرة، التي أطلق عليها حديثًا اسم “مقبرة أجبيل لحم”، اكتسبت تسميتها من موقعها المرتفع على جبل كانت تُدفن فيه الأموات عبر العصور، ورغم قيمتها التاريخية، ما تزال المعلم قائمًا حتى اليوم لكنه يُعاني من الإهمال وغياب العناية اللازمة.
وبحسب أهالي المنطقة، فإن المقبرة تواجه في الوقت الراهن زحف عمراني وزراعي من المزارعين المجاورين، وسط غياب دور السلطات المحلية والجهات المعنية بحماية الآثار، إلى جانب تراجع الاهتمام بقطاع السياحة الذي يمثل رافد مهم للاقتصاد الوطني.
ويؤكد السكان أن الحفاظ على المقبرة وغيرها من المواقع الأثرية يشكل مسؤولية جماعية، كونها تمثل صفحات حية من تاريخ المنطقة وحضارتها العريقة، وتستحق أن تُصان لتبقى شاهد للأجيال المقبلة.