الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-10-07

11:02 مساءً

أهم اللأخبار

2025-10-07 11:02 مساءً

الإعلام بين مطرقة المهنية و سندان صناع المحتوى

01

فاطمة الشوبكي

في حقيقة الأمر، الإعلام يختلف تماما عن صناعة المحتوى الالكتروني على جميع الاصعدة ، فلن يصبح الاثنان وجهان لعملة واحدة مهما حاول صناع المحتوى إقحام انفسهم في الاعلام بحجة صناعة إعلام جديد أكثر شفافية ” و الشفافية منه براء ” بل ما يصنع على أيدي بعض صناع المحتوى ” إن وجد محتوى ” هو هراء لا يرتقي لأن يكون صناعة إعلامية أو كوميديا سوداء ..  و من وجهة نظري أرى أنه يجب علينا أن نفرق بين ” حالتين من الاختلاف والتشابه لصناع المحتوى “

الحالة الأولى مجموعة من مهووسي أرقام ليس إلا ، لا يهم المحتوى المصنوع بالنسبة لهم .. بقدر ما يهم الرقم الذي سيزيد في منصاتهم أو حسابتهم المصرفية أي ” متاجرين بصناعة المحتوى  غير الموجود أصلا .

الحالة الثانية أشخاص لهم طموح ولم يجدوا الفرص المناسبة واستفادوا من المنصات الرقمية في إظهار مواهبهم و طرح أفكارهم و أعمالهم بشكل احترافي جيد هادف و بناء .. حتى وإن كان أحد الاهداف الشهرة و الأرقام المجنية لكن في المقابل هناك محتوى حقيقي ليس مجرد هراء مخزي .

و في الحالتين لا يرتقون لأن يكونوا في بلورة الإعلام الجديد أو هم صناعه ، فهناك فرق شاسع بين محتوياتهم و إن كانت هادفة و الإعلام بمهنيته وضوابطه ورسالته.

من جانب أخر صناعة المحتوى ليست شكلا من أشكال الإعلام ، هي نشاط مختلف تماما ، يمكن الاستفادة منها في تطوير طرح الاعلام رقميا ، بدراسات و ابحاث من المهنيين على فئات مختلفة من المجتمع الإلكتروني لمعرفة ما يهمه و كيفية جذبه و كيفية طرح المفيد و المميز بشكل احترافي و مهني دون ابتذال في قالب سلس يصل كافة الشرائح بسهولة و يسر .

وحتى نستطيع معرفة كيفية الاستفادة من الأخطاء الفادحة أو حتى ما يجذب الجمهور لصانعي المحتوى في تحول الاعلام و تطوره الرقمي ، علينا أن نكون على دراية شافية وكاملة بالفوارق ما بين صناعة المحتوى الإلكتروني و الاعلام المهني ، فمن الفوارق//  الانضباط في النص و الطرح و الأنماط  .. ففي الإعلام المهني  .. مثلا الصحافة المهنية مبنية على ضوابط و قواعد ثبوتية آمرة ترتقي لمرتبة الدستور الصحفي .. بينما صناعة المحتوى مشروع عشوائي دون معايير او ضوابط ، ولا يرتقي للمهنية في أنماط كثيرة , اهمها المحتوى و شكل طرحه  .. أيضا العمل الصحفي مبني على الموضوعية و إن كان هناك صحافة صفراء تتغذى على الشائعات و الفتن لكن الأصل الموضوعية و المصدر و التنقيب و الكشف عن المعلومة الحقيقية ..

بينما صناعة المحتوى مبنية على شات جي بي تي أو جوجل و معلومات رقمية أحيانا كثيرة تكون مغلوطة قد لا تنتمي للحقيقة بصلة ، و أحيانا تطرح هذه المعلومات لغسيل الأدمغة و زرع بذور شيطانية من خلال شخصيات محببة لدى المتلقى .

كما أن من الفوارق التي تعد بمثابة ميثاق صحفي غليظ جدا لصناع الصحافة،   انعدام إشتعال  فتيل الحرب بين الصحفيين  في التدوين او المحتوى المطروح اعلاميا ” و أن كان هناك خلاف شخصي دائر خارج بلورة الاعلام المهني “

بينما صناع المحتوى تتغذى صناعتهم  على اشعال الحروب و الفضائح المستمرة و المتكررة بينهم ” لغرض ركوب الترند ” كما يسمي حروبهم البعض

حتى يصبح صانع المحتوى رائج على منصات البحث يجب أن يخلق حرب شعواء عبر صناعته على صانع اخر و تبدا الحرب السوقية النتنة، مع دعم من قبل جمهور الطرفين

فقط من اجل جني اكبر عدد من الاموال و الشهرة ليس الا.

و هذا الفارق يعد سببا وجيها في كونهم لا يمثلون تهديد للصحافة التقليدية، كون الاثنين لا ينتمون لنفس الطابع، ولكن إن تداركنا الأمر بشكل مهني إحترافي جيد  قد يساهم تشوه صناع المحتوى الرقمي في صناعة صحافة رقامية خالية من العيوب اذا تم التركيز على محاربة الخلل الظاهر رقميا من الصناع و اخذ اخطائهم بعين الاعتبار في صناعة الصحافة الرقمية و المحتوى الاعلامي المحول ..

كون منصات التواصل الاجتماعي باتت هي مصدر المعلومة و مصدر الحقيقة لدى الجمهور و كل ما ينشر من خلالها يتم تداوله و تصديقه حتى وان كان مجرد شائعة لا تمت للحقيقة بصلة للاسف .

و اصبحت غزو ثقافي سيء للعقول و الادمغة، و يجب اقتحامها حتى تحارب هذه الظاهرة السلبية و تتلشى تماما

فإذا استطعنا فهم ما يحتاجه الشارع و عملنا على احتواء الجمهور، نستطيع تعزيز الثقة في الصحافة المهنية و استعادة القاريء الذي هاجر لصانعي المحتوى جراء الرتابة و عدم التطور في الشكل و الكيفية.

و إن تكلمنا عن صناع المحتوى و محاولتهم في اقتحام الاعلام بل صناعة إعلام جديد لا يمت للاعلام بصلة

علينا أن نكون حازمين في رفض هذا الاقحام غير المفيد و الذي سيكون بمثابة مسمار يدق في نعش الإعلام الاحترافي المهني ليس إلا،  فشتان بين الثرى و الثريا، الصناعة الرقمية لا تقف على ارض اعلامية صلبة بل لا ترتقى لان تكون جزء من المؤسسة الاعلامية

ذات الضوابط المهانية و الانماط و المعايير الامارة، التي لا يعرفها صناع المحتوى ولا يكترث لها بل يرها قمع للحرية، و تكبيل للشفافية فحسب.

وحتى لا نصل  لدق مسامير الانهيار وفقدان المجتمع لفطرته السليمة و الحقيقية، علينا أن نعي إن استمرار الغزو الثقافي و تمزيق النسيج و المفاهيم الثقافية و المجتمعية على أيدي صناع المحتوى، سوف يجعل قيادة دفة  الرأي العام تحت أيدي صناع المحتوى ” صناع الشائعات” للاسف ..  

ولكن ان تداركنا الأمر بعزيمة و استطعنا  محاربة الغزو الثقافي و التشوه الرقمي ، الذي ينتشر كالنار في الهشيم،

سوف يعود الصحفي يمتطي جواده و يقود الرأي العام في الطريق الصحيح نحوى المعلومة الحقيقية بكل حياد و شفافية مطلقة.

نحتاج فقط تظافر للجهود بفهم ما يدور رقميا، لنستطيع صنع مصل مضاد لهذه الطفرة التي شوهت المفاهيم و جعلت من انعدام الأخلاقيات حرية شخصية ، يجب احترامها ! و الادب عنصر شاذ منبوذ يجب طمسه !

الإعلام المهني هو بوصلة الحقيقة وطريق الحق ، و المحارب الوحيد في وجه صناع المحتوى ” مشوهي المحتوى . صناع الشائعات و الفضائح ” و لا يمكن بدونه المضي قدما في مواجهة التشوهات الرقمية و الغزو الثقافي المستمر في الانتشار في أرجاء المجتمع عبر الشاشات الصغيرة ..

و يبقى السؤال لماذا نقف مكتوفي الايدي أمام الغزو الذي غير مفاهمينا حتى الاعلامية و شوهها ؟

 نحن لدينا أقلام و حناجر من ذهب تعي جيدا أنها قوة تستطيع مجابهة أي غزو ثقافي أو تشويه رقمي قائم مهما كان عدد المنصاعين إليه .. ولكن متى تستثمر بشكل صحيح ؟ ولماذا تهمل بينما تدعم غيرها ممن يتفهون القيم والهوية .!!!!!

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications