شهدت مدينة الزاوية الأربعاء اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين جهاز التهديدات الأمنية ومجموعات مسلحة تعرف بـ«الكابوات»، بعد قيام الجهاز باعتقال عدد من عناصرها.
وامتدت المواجهات إلى أحياء عدة، بما في ذلك منطقة الحرشة، حيث تسببت قذيفة هاون في أضرار جسيمة وسقوط ضحايا، من بينهم محمد سالم خماج، أحد أفراد حرس المنشآت النفطية.
تداعيات تكرار هذه الأحداث
وأظهرت مقاطع متداولة استخدام مبنى مدرسة خاصة لتبادل إطلاق النار، ما أثار مخاوف حول سلامة المدنيين، بينما أعلنت شركة الزاوية لتكرير النفط انتهاء حالة الطوارئ بعد عودة الهدوء، محذرة من تداعيات تكرار مثل هذه الأحداث على المنشآت الحيوية. كما تأثرت مرافق خدمية أخرى، حيث خرجت ست وحدات توليد بمحطة جنوب طرابلس عن الخدمة، ما أدى إلى اضطرابات في الكهرباء.
ومن جهتها، المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان دعت سكان الزاوية إلى التزام منازلهم وتوخي الحذر.
حكومة الدبيبة تتجاهل أحدث الزاوية
في حين لم يصدر أي تعليق مباشر من رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة حول هذه الأحداث، مكتفيا بالتركيز على دور الحكومة في دعم المؤسسات الرقابية خلال احتفالية ديوان المحاسبة.
خلال الاحتفالية، أكد الدبيبة أهمية التعاون بين السلطة التنفيذية وديوان المحاسبة، مشيرا إلى ضرورة حماية الاستقلالية وضمان عمل مؤسسات الدولة بكفاءة.
وأكد أن مكافحة الفساد لا تتحقق بالشعارات، بل عبر إرادة سياسية واضحة ومؤسسات فعالة، داعياً الوزراء ورؤساء الهيئات إلى تسهيل مهام الديوان لحماية المال العام.
التحرك الأممي
في سياق مساعي التسوية السياسية، ناقشت رئيسة بعثة الأمم المتحدة، هانا تيتيه، مع لجنة «خريطة الطريق» بالمجلس الأعلى للدولة، عناصر الخطة السياسية، مؤكدة أن الحوار المهيكل سيكون منصة لجميع الليبيين لمناقشة القضايا الوطنية، وضمان وصول أصواتهم إلى القيادة الوطنية والمجتمع الدولي.
والمجلس الأعلى للدولة أشار إلى مناقشة الجزء الثاني من «خريطة الطريق»، الذي يتعلق بالحوارات حول الحكومة والمناصب السيادية، مع التركيز على الضمانات اللازمة لإنجاح المسار السياسي.
ومن المقرر عقد اجتماع بين لجنتي المناصب السيادية بمجلسي النواب والدولة الخميس في بنغازي لمناقشة تعديل تشكيل مفوضية الانتخابات، وتوحيد هيئتي مكافحة الفساد لضمان الرقابة على المال العام.
