أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حراكاً دبلوماسياً مكثفاً في الولايات المتحدة تخللته لقاءات مع قادة عدة دول عربية وغربية واجتماعات ومؤتمرات، على هامش أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عقبه تصريحات شاملة حول هذه الزيارة.
جاءت تصريحات أردوغان للصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من واشنطن بعد مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك، ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس.
العلاقات مع ليبيا
بشأن ليبيا قال الرئيس التركي إن السلام الذي تحقَّق بين الطرفين المتنازعين في ليبيا، بوساطة تركيا، هو مصدر أمل ليس فقط للشعب الليبي، بل للمنطقة بأسرها.
وشدد على أن تركيا لا تطمع في حقوق أو سيادة أحد، وعازمة على حماية حقوقها ومصالحها في المنطقة، مضيفاً أن «نهجنا تجاه موارد البحر المتوسط واضح. سنأخذ حصتنا من هذه الموارد، ونعمل مع جيراننا على أساس مبدأ الربح للجميع».
ولفت أردوغان إلى أن موقف تركيا الحازم يُحدث تغييراً جذرياً في توازنات المنطقة، وأنها الآن لها صوت مسموع، وتعدّ قوة فاعلة في صنع القرار والتوجيه.
وأوضح أردوغان أن رؤية رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في الأمم المتحدة، والتي تقوم على أربع ركائز أبرزها توحيد المؤسسات، حظيت بتأييد واسع، مشددًا على أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك بحزم لضمان تطبيق الدعم المتزايد لفلسطين على أرض الواقع، في وقت أصبحت فيه إسرائيل “أكثر عزلة بسبب جرائمها”، على حد وصفه.

العلاقات التركية الأمريكية
ووصف اردوغان مباحثاته مع نظيره الأمريكي في البيت الأبيض بأنها جرت في “مناخ ودي وبناء ومثمر”، مشيرا إلى عقده لقاءات مع الجالية التركية في الولايات المتحدة وممثلين عن عالم الأعمال التركي والأمريكي.
وركز اردوغان على لقائه مع ترامب الذي أشار إلى أنه كان شاملا لبحث القضايا المدرجة على جدول الأعمال، وفي مقدمتها الخطوات الممكنة لتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية على أساس المصالح المشتركة.
ولفت إلى أن البلدين يسعيان لرفع حجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار، موضحًا أن لقاؤه بترامب “فتح الطريق لمعالجة عدد من القضايا العالقة”.

غزة ووقف إطلاق النار
وقال “بحثنا الكارثة الإنسانية في غزة والوضع بسوريا، وأنا أدعم رؤية السلام العالمية لترامب، وهناك توافق على وقف نزيف الدماء”.
كما بحث الرئيسان، وفق أردوغان، إنهاء الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة والحفاظ على الاستقرار في سوريا وإرساء بيئة السلام في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن أكثر من 150 دولة اعترفت بفلسطين، لافتًا إلى أن الصور التي عرضها في الأمم المتحدة حول معاناة المدنيين في غزة “كانت أبلغ من الكلمات”، معتبرا أن القضية الفلسطينية اليوم “أكثر حضورًا وتأثيرًا من أي وقت مضى”.
أكد اردوغان على توافقه مع ترامب على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة والتوصل إلى سلام دائم قائم على حل الدولتين.
التنظيمات الإرهابية بسوريا
وفيما يخص الملف السوري، شدد أردوغان على ضرورة خلو سوريا من “التنظيمات الإرهابية”، وأهمية رفع العقوبات عنها وإعادة إعمارها.
وكشف عن لقاء جمعه بالرئيس السوري أحمد الشرع في البيت التركي بنيويورك، وواصفًا حضوره لاجتماعات الأمم المتحدة بأنه “خطوة مهمة لإضفاء الشرعية الدولية” على حكومته.
العلاقات مع مصر
أما عن العلاقات الإقليمية، فأكد أردوغان تحسن العلاقات مع مصر وتطورها إلى تدريبات بحرية مشتركة بعد 13 عامًا، مشددًا على أن تركيا “لا تطمع في حقوق أحد لكنها ستحمي مصالحها”.
وأكد الرئيس التركي، أن مصر وتركيا دولتان مهمتان في المنطقة، وأن العلاقات بين القاهرة وأنقرة وصلت إلى «مستويات تاريخية».
وقال إردوغان إن العلاقات الطيبة التي أقمناها مع مصر، والتدريبات المشتركة لقواتنا البحرية في البحر المتوسط بعد انقطاع دام 13 عاماً، هي مؤشرات ملموسة على دور تركيا في السلام والأمن الإقليميَّين.
يشار إلى اختتام مناورات «بحر الصداقة» العسكرية المشتركة في شرق البحر المتوسط يوم أمس الجمعة، بعد توقفها 13 عاماً.

قبرص والاعتراف بالدولتين
وبشأن قبرص، جدد موقف أنقرة الرافض لأي حل فيدرالي، مؤكدا أن “الحل الواقعي الوحيد هو الاعتراف بوجود دولتين منفصلتين”.
داخليًا، تعهد الرئيس التركي بمواصلة تعزيز الصناعات الدفاعية والاقتصاد والتكنولوجيا، مشددًا على أن قوة الجبهة الداخلية “ستمنع أي قوى خارجية من فرض إملاءاتها”.