“زوزو، سحابة، غزلان، سند، كوكي، سهم، رعد، نجم، مهرة، فجر، سعدون، كاندي، تيمون”.. أسماءٌ عند سماعك لها للمرة الأولى سيُخيّل إليك أنها ألقاب أطفال يصيحون لبعضهم وهم يلعبون في إحدى الروضات، لكن في حال كنت مهووسًا بالقطط فستعرف حتمًا أنها قطط المنقذ السعودي محمد بن عبد الله.
عبر الإنستغرام والسناب شات، يشارك محمد لحظاته العفوية مع قططه المتبنّاة والقطط التي يعمل على إنقاذها من الشارع والقطط الضائعة من أصحابها التي تكون قد تعرضت لحادث دهس أو تعذيب، ينتشلها من الشارع ويذهب بها إلى العيادة البيطرية التي يعمل بها، ويدأب على علاجها، رافضًا كل تعليمات الأطباء بأن إبرة الموت سترحم جسد القطط من فضاعة ألم الكسر الذي يقاسينه واثقًا بأن رحمة الله أوسع.
عندما تدخل منزل محمد سترى قططه تتجول في كل مكان، حتى أنك ستشعر أنه هو من يعيش معها، وليس هي من تعيش معه، يؤكلها، يرعاها، يعالجها، يلعب معها، يمازحها، ويتحدث معها عن يومه ومغامراته ومشاعره، طريقة حوارٍ جعلت المتابعين يشعرون بأن محمد ملاكًا فهذا القلب الرحيم وهذه الروح السخيّة يصعب إيجادها بين البشر، داعين بأن تعبّد له هذه القطط طريقه نحو الجنة.
بين قططه متعددة الأشكال والأنواع والطباع أيضًا، ستجد سحابة التي خطفت قلوب المتابعين، فسحابة مشلولة الرجلين تتكئ على يديها فقط وتتحرك بها، والمفارقة هنا أن حركتها دائمًا سريعة، شللها أفقدها التحكم في قضاء حاجتها لذا يراعيها مربيها محمد كمن يراعي صغيره، يلبسها حفاظات حديثي الولادة ويغيرها لها حال اتساخها، تعشق سحابة اللعب والمغامرات لذا يخصص جزءًا من يومه للعب معها بألعابها التي يضعها في غرفة مخصصة للعب داخل بيته.
عمل محمد في إنقاذ القطط جعله يعيش لحظات أفطرت قلبه وقلوب متابعينه؛ فقد فقدت بعض القطط الحياة بين كفي محمد بعدما باءت محاولاته في إنقاذها داخل العيادة البيطرية كالقطة الراحلة كاندي التي ظهرت مع منقذها محمد وهو يواسيها، ويحدثها عن مدى إيمانه بقوتها، والقط الراحل سند الذي حاول معه محمد رغم صعوبة وضعه.
يخصص محمد حسابه أيضًا لتوجيه نصائح لرعاية القطط، وإعلانات لقطط مفقودة وقطط يبحث لها عن متبنيين، لا يجيد محمد الحديث في حسابه على إنستغرام الذي يتابعه أكثر من نصف مليون متابع؛ كثيرا عن نفسه وعن عمله، إلا أن لحظاته التي يشاركها مع القطط كفيلة بالتعريف عن إنسانيته في وقت هانت فيه حتى أرواح البشر، ساعيًا بكل جهد لتأسيس ملجأ “سحابة” للقطط ليكون محمد بن عبد الله ملاذ القطط الآمن الدائم في بلاده.