خلف أسوار هذا الكوخ المتهالك العتيق، وبجوار شجرة التين المباركة، تسكن زاهية رزق تحت سقفٍ كاد أن ينهار، سقف قاوم برد الشتاء القارس لأكثر من نصف قرن. ولكن هذا الكوخ، الذي لم يعد صالحًا للعيش، قد ينهار في أي لحظة جراء كميات الأمطار الكبيرة التي لم يعد السقف قادراً على استيعابها، فتتساقط المياه منهمرة على زاهية وأسرتها الصغيرة، مفسدةً كل شيء، وتتركهم لاجئين إلى أقرب منزل من الجيران لضمان مكان آمن حتى تتوقف الأمطار ويجف الكوخ.
بعد وفاة زوجها وزواج ابنتيها، واجهت زاهية الحياة منفردة في هذا الكوخ الواقع في حي الأندلس بمدينة طبرق، تنتظر مشروعات الإعمار، من رصف للطرقات أو حتى مدّ أنابيب الصرف الصحي.
يشهد جيران زاهية في الحي بجوارها الطيب، ويطالبون أهل الاختصاص في الدولة بتوفير مسكن لائق لها، يكون ملاذًا تستقبل فيه أحفادها وبناتها.
الكوخ يحمل الرقم 51، ومع توجهنا نحن في المنصة الليبية إلى جهاز مشروعات الإسكان والمرافق، أكدوا لنا أن هذه السيدة لديها ملف وأنها تستحق التعويض، إلا أن ميزانية التعويضات غير متوفرة حاليًا. زاهية وآخرون يعانون من نفس الظروف، مع نقص المسكن اللائق الذي يقيهم قسوة الطقس. وهم يأملون من جهات الاختصاص في الدولة السعي لحل مشكلاتهم، التي تتأجل عامًا بعد عام دون بصيص أمل أو مخرج.