الأديب / محمد زيدان
عليَّ أن أحلم ، وعلى العالم أن يكون خارج رأسي تماماً حين أفعل
عن المستقبل.. أعتقد أنه لا يمكن التكهن بأية آفاق مستقبلية (في كل شيء) إلا إذا نجحنا فعلياً في علاج عاهتنا العربية المستديمة التي تشوش علاقتنا بالزمن. صدقاً نحتاج إلى (ضبط) معدلات الشعور بالزمن من حولنا.
زمننا استاتيكي غالباً، وفي معظم أحواله هو زمن مضطرب تتداخل فيه كل الأزمنة.. الماضي، والماضي، والماضي فقط..! لا وجود لمفهوم الحاضر أصلاً، نحن لسنا متصالحين مع الحاضر فكيف بالمستقبل..؟!
لم تعد هناك رُقع نائية حسب فرمانات العصر الجديد ومراسيمه المُبرمة. الفاصل شعوري أكثر منه أي شيء آخر، والعزلة عزلة مجاز كما أفهم، كما أن المسافات بين العالم (الافتراضي) والعالم (الاعتراضي) تقاطعت وتداخلت بشكل يدعو للصراخ حقاً..!
لقد تغيرت خارطة العالم تماماً .. ذابت الفواصل وتلاشت الحدود بفعل (خبث) وسائل الاتصال الحديثة وتقنياتها الماكرة، وأصبحت الخطوط والتقسيمات الجغرافية مجرد علامات كروكية باهتة وبلهاء، فيما اتسعت المسافات في داخلنا وتباعدت بشكل مخيف .