أعلن رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك أن العمل جارٍ على إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية “يو إس إيد” (USAID)، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ضمن مساعيه لخفض الإنفاق الفيدرالي وتقليص حجم الحكومة الاتحادية.
وفي تصريحات مثيرة للجدل، وصف ماسك الوكالة بأنها “لا يمكن إصلاحها”، مشيراً إلى أن ترامب يتفق معه في ضرورة إنهاء عملها، كما زعم ماسك أن الوكالة قامت بتمويل أبحاث تتعلق بالأسلحة البيولوجية، بما في ذلك فيروس كوفيد-19، ما أثار عاصفة من ردود الفعل على منصته “إكس”.
وبحسب تقارير إعلامية أميركية، فقد علّقت إدارة ترامب معظم تمويل الوكالة، كما تم إيقاف حسابها على منصة “إكس”، وتعطّل موقعها الإلكتروني، ولم يُعرف بعد مصير المساعدات التي كانت تقدمها الولايات المتحدة عبر الوكالة، والتي بلغت نحو 42 مليار دولار في العام المالي 2023 لدعم برامج تنموية وصحية في عشرات الدول حول العالم.
ويُثير احتمال إغلاق “يو إس إيد” مخاوف واسعة، لا سيما في دول تعتمد على المساعدات الأميركية، مثل الأردن، الذي تلقى قرابة 1.1 مليار دولار في 2023 لدعم الموازنة وقطاعات التعليم والصحة والمياه، ومصر التي استفادت من مساعدات فاقت 30 مليار دولار منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978.
كما قد يترك القرار آثاراً خطيرة في قطاع غزة، حيث تموّل الوكالة مشاريع زراعية وتنموية، إضافة إلى دول أفريقية مثل جنوب السودان، الذي يعتمد على مساعداتها لمكافحة تفشي الكوليرا، وأوغندا ومالاوي، اللتين تستفيدان من تمويل برامج مكافحة الإيدز.
وفي ظل تصاعد الجدل، نفى مدير التواصل في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، صحة بعض التقارير المتداولة، واصفاً الأنباء عن إقالة مسؤولين في الوكالة بأنها “أخبار كاذبة”.
ويأتي هذا القرار ضمن توجهات أوسع لإدارة ترامب لتقليص حجم العديد من الوكالات الفيدرالية، في خطوة تُثير انقسامات حادة داخل واشنطن وخارجها.