في أعماق الجنوب الغربي الليبي، وتحديدًا في بلدية العوينات، تقف قلعة العوينات شامخة، شاهدةً على تاريخٍ طويل يمتد لعقود، لكنها اليوم تواجه خطر الإهمال. تقع القلعة على بُعد نحو 120 كيلومترًا شمال مدينة غات، وتُعد من أبرز المعالم الأثرية في المنطقة، حيث لعبت دورًا محوريًا في فترات تاريخية مختلفة.
كانت القلعة نقطة استراتيجية على طريق القوافل التجارية التي ربطت شمال إفريقيا بعمق الصحراء الكبرى، كما استُخدمت كموقع عسكري لمراقبة التحركات وحماية الطرق التجارية، خاصة خلال الفترات الاستعمارية.
ورغم بنائها المتين بالحجارة والطين لتتحمُّل قسوة البيئة الصحراوية، فإن الإهمال وغياب الصيانة يهددانها بالتدهور التدريجي.
لا تزال القلعة تحتفظ بجزء كبير من معالمها الأصلية، لكنها بحاجة ماسّة إلى اهتمام عاجل للحفاظ عليها، ومنع اندثارها.
تبقى قلعة العوينات شاهدًا على زمنٍ مضى، لكنها تستحق جهودًا حقيقية لحمايتها، وإعادة إحيائها، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من التراث الوطني الذي ينبغي صونه للأجيال القادمة.