صالح قادربوه
الكتابة عملية تصنيع تستهدف سوقا واسعة .. وهي تستند على ما يشبه فكرة الشركات المساهمة .. إذ لا يمكن أن يكون هناك قيمة لنص خارج نطاق استهلاكه .. وإلا فما الداعي بأن الشاعر الإغريقي هوميروس ينشد من بقعة إلى بقعة في الوطن اليوناني القديم ؟
وما الداعي أيضا لأن يسرق الفرس مخطوطة هندية ( كليلة ودمنة ) ويترجموها إن كانت حقا خطابا يرتكز على وعظ للهنود ؟
أول ما يتطلبه النص أن يبنى على الارتياب .. أي أن يكون هناك ثغرات مؤلمة حقا في اليقين .. ليسقط معبد العقيدة الفنية وتنبني بيوت عصرية من النصوص التي لا تزعم ما ليس من دعائمها الهندسية فعلا .. حتى لو كانت نماذج محضة للرفاهية .
لكن الأدب الحديث أيضا قد يكون في بعض أوجهه مؤازرا لسيطرة العقدي حين يتبنى هو الآخر أدوات الهيمنة ومنطقها في محاولة للخروج من رحم القديم إلى هواء المعاصر دون رغبة كافية في العطس .
إن نهاية الكلاسيكية عبارة أيديولوجية تماما .. كما هي عبارة رداءة الحديث .. العبارات التي ترتكز على مضاف نكرة ومضاف إليه معرفة .. هي عبارات عسكرية التأثير ….
ليس هناك نهاية كاملة لشيء .. وهذا مايعطي للحياة متعتها ..التقلب والتوقع .. النجاح والخذلان .. المواقف الشبيهة بأفلام الكارتون والعادات .. ألا يحافظ كل ذلك على طراوة مواصلة العيش ؟
كيفما كانت هذه المواصلة .
مع بقية تقنية المرح في خلخلة قادمة يصوغها المؤلف