الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-03-09

11:23 مساءً

أهم اللأخبار

2025-03-09 11:23 مساءً

لِمَن أخفِضُ جناحَ ذُلّي ؟!

إبراهيم المسماري

إبراهيم المسماري

أنا الطفلُ اليتيمُ الذي على مشارفِ أو قُل على حافّةِ الستين !

منذُ خمسةٍ وخمسينَ عاما لم أرَ أمي، ومنذُ عشرين عاما لم أرَ أبي، تصوّروا أكثرَ من نصفِ قرنٍ أعيشُ بلا أمٍّ تحضنُني، وأكثرَ من رُبع قرنٍ أصارعُ هذا العالَمَ من دونِ أب يسندُني !

أنا اليتيمُ الطاعنُ في الحُزن المُلقَى في غياباتِ الأسى، أعمى بلا عُكازينِ، وطائرٌ تائهٌ بلا جناحينِ !

أيُّ طعمٍ لعُمرٍ ليس فيه أمٌّ ولا أب ؟!

ظلمَني الزمنُ وأحسستُ بفداحةِ الجُرح … ربما هذا سببُ كوني أبكي إذا (زعّلتُ) أحدا ولو من دون قصدٍ، ربما هذا سببُ ضعفي أمامَ كلِ نوبةِ حُزنٍ وتلقاءَ كلِ منظرِ أسًى !

وربما هذا سببُ احتراقي وبكائي من الداخلِ لرؤيةِ أمٍّ تحتضنُ طفلا، أو طفلٍ يلثُمُ يدَ أمِهِ … هناك أبكي من الداخل بشدةٍ لأنني لا أملِكُ كالأطفالِ الآخرينَ أُمًّا أُقبِّلُ يدَها ولا أبًا أتّكِئُ عليه، لا أملكُ أبوينِ أخفِضُ لهُما جناحَ ذُلِّي في الأرضِ لأدخلَ بهما جنةَ اللهِ في السماء !

صدقوني لا أحدَ كالأم ولا كالأب، لا أحدَ مهما كان !

لستُ عاقًّا لوالديَّ؛ لأني لم أعِشْ معهما ولم يمنحْني الزمنُ فرصةً كافيةً للبِرِّ بهما؛ لذا يراودُني دائما شعورٌ بأنني ابنٌ بارٌّ، بارٌّ لكنْ بالإكراهِ !!

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة