ارتفع إجمالي عدد السودانيين المسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مركز التسجيل بطرابلس إلى 62126 شخصًا.
ويظل تحديد العدد الدقيق للاجئين السودانيين في ليبيا أمرًا معقدًا بسبب الطبيعة غير المنتظمة لحركة الدخول، والبيانات غير المكتملة التي توفرها السلطات.
مدينة الكفرة
وفي مدينة الكفرة، التي تُعدّ إحدى نقاط العبور الرئيسية، بلغ عدد اللاجئين السودانيين الذي نزحوا إلى المدينة وحدها 65 ألفا منذ بداية اندلاع الحرب في السودان عام 2023، وهو ما يضاهي عدد السكان الأصليين للمدينة، وفق مسؤوليها المحليين.
وأفادت السلطات بإصدار 140500 شهادة صحية للاجئين خلال عام 2024، مع تسجيل وصول نحو 198 ألف سوداني عبر المدينة وحدها، بمعدل يومي يتراوح بين 400 و500 وافد جديد.
وتوقع تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن تكون “الأرقام الحقيقية” للنازحين السودانيين في ليبيا، وتحديدا مدينة الكفرة، “أعلى بكثير”، بالنظر إلى “الظروف الصعبة للهروب عبر الصحراء، بالإضافة إلى عدم قدرة العديد من اللاجئين على الوصول إلى مراكز التسجيل، التي تجعل من الصعب تحديد العدد الدقيق”.
ويلجأ الكثير من السوادنيين إلى الكُفرة، باعتبارها المدينة الليبية الأقرب للحدود، إذ تبعد بـ350 كيلومترا عن أقرب نقطة حدودية سودانية.
تحديات
ويبلغ عدد سكان الكفرة 65 ألفا، غير أن هذا العدد تضاعف بسبب توافد آلاف اللاجئين السودانيين.
وفي هذا السياق، كشف مدير المكتب الإعلامي ببلدية الكفرة، عبد الله سليمان، أن عدد السودانيين اللاجئين حاليا في الكفرة يعادل عدد سكان المدينة الأصليين، مبرزا أنه يوجد بالمدينة أكثر من 40 تجمعا للاجئين السودانيين.
ويطرح استقطاب المدينة لأعداد متلاحقة من اللاجئين تحديات، وفق سليمان الذي أفاد في تصريحات إعلامية أن المؤسسات بالمدينة “غير مهيأة لتقديم الخدمات، وهي بحاجة إلى المزيد من الدعم والإمكانيات”، كاشفا أن “اللاجئين يقيمون في أوضاع مأساوية”.
وبدأت الحرب في السودان منتصف أبريل 2023، نتيجة صراع بين القوات المسلحة، بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). ويعود أصل الخلاف إلى تنافس قديم بين المؤسستين، حول السلطة والنفوذ، وتفاقم الخلاف بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019.
تأثير
وحذّر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في تصريحات إعلامية من تداعيات الأزمة الإنسانية بالسودان، قائلا “للأسف، بدأت هذه الأزمة تؤثّر على المنطقة بأكملها، بطريقة خطرة للغاية”.
وخلفت هذه الحرب آثارا إنسانية تصفها تقارير دولية بـ”الكارثية”، إذ سقط آلاف الضحايا المدنيين، وأجبر الملايين على النزوح داخليًا، وخارجيًا. كذلك تسببت الحرب في انهيار الخدمات الأساسية، مثل: الرعاية الصحية، والتعليم، ونقص حاد في الغذاء والمياه، فضلا عن اضطرار الآلاف للنزوح.