فسر عدد من الباحثين أسباب خروج النار من باطن الأرض في منطقة الأصابعة بالجبل الغربي، مرجعين ذلك لعدة أسباب جيولوجية وظواهر طبيعية.
أسباب خروج النار
وعدد الباحثين والعلماء هذه الأسباب والظواهر في:
1. التسربات الغازية واحتراق الغازات الجوفية، حيث تحتوي المناطق الجبلية والتكتونية على جيوب من الغازات القابلة للاشتعال مثل الميثان (CH₄) والهيدروجين والكبريت، وإذا تسربت هذه الغازات إلى السطح عبر الشقوق الصخرية، فقد تشتعل تلقائيًا بسبب درجات الحرارة العالية أو وجود مصدر اشتعال مثل شرارة كهربائية أو احتكاك الصخور.
2. النشاط البركاني القديم والمخلفات البركانية، حيث أن الجبل الغربي جزء من منطقة ذات تاريخ جيولوجي قديم، وقد تحتوي طبقاته الجوفية على مخلفات بركانية أو صخور منصهرة متبقية من نشاط بركاني قديم، وعند حدوث تحركات تكتونية أو تصدعات، يمكن أن تتفاعل هذه الصخور مع الغازات أو المواد العضوية، مما يؤدي إلى نشوب حرائق تحت السطح.
3. احتراق الفحم أو المواد العضوية تحت الأرض، إذ أنه في بعض المناطق، تحتوي التربة على رواسب من الفحم أو المواد العضوية القابلة للاشتعال، وعند تعرضها للأكسجين من خلال الشقوق، قد تشتعل تلقائيًا وتنتج نيرانًا تستمر لفترة طويلة، مثل حرائق الفحم تحت الأرض في بعض مناطق العالم.
4. الزلازل أو الحركات التكتونية، إذا تعرضت المنطقة لزلازل خفيفة أو نشاط تكتوني، فقد يؤدي ذلك إلى إطلاق غازات محصورة واشتعالها، خاصة في الأماكن التي تحتوي على كبريت أو هيدروكربونات.
5. التفاعل الكيميائي بين المعادن والغازات، حيث أن بعض المعادن في الصخور الجوفية قد تتفاعل مع الماء أو الأكسجين لتوليد حرارة شديدة تؤدي إلى اشتعال الغازات أو المواد القابلة للاحتراق، والمثال على ذلك التفاعل بين الكبريت والمعادن الحديدية الذي يمكن أن ينتج حرارة كافية لاشتعال المواد القريبة.
التحقق من الظاهرة
وتساءل الباحثين إذا كانت الظاهرة مستمرة أم مؤقتة؟ مجيبين بأنه إذا كانت مستمرة لفترة طويلة، فقد تكون ناتجة عن احتراق مواد عضوية تحت الأرض أو جيوب غازية نشطة، وإذا كانت مؤقتة، فقد يكون السبب تسرب غازي عابر أو اشتعال نتيجة حركة تكتونية لحظية.
وأفاد الباحثين أنه يمكن التحقيق العلمي للتأكد من السبب الدقيق، يمكن للجيولوجيين والباحثين من خلال إجراء قياسات للغازات المنبعثة (مثل الميثان وثاني أكسيد الكبريت)، وتحليل طبقات الصخور لتحديد وجود فحم أو مواد قابلة للاحتراق، إضافة إلى دراسة النشاط الزلزالي القريب للكشف عن أي حركات تكتونية حديثة.
وأضاف الباحثين أنه إذا استمرت الظاهرة، فقد يكون من المهم مراقبتها لتجنب مخاطر بيئية أو صحية، خاصة إذا كان هناك تسرب للغازات السامة.
