تُعد مائدة الرحمن واحدة من التقاليد الرمضانية العريقة التي يحرص الليبيون على إقامتها خلال شهر رمضان، حيث يتم التحضير لها مسبقاً، بتوفير كافة المستلزمات لإفطار الصائمين، سواء على الطرق الرئيسية، أو داخل أحياء المدن.
وفي مدينة العجيلات، تتجلى روح العطاء، والتطوع من خلال إقامة مائدة الرحمن على الطريق الساحلي الرابط بين زوارة، العجيلات، وصبراتة، وهو طريق يشهد حركة مستمرة للمسافرين بين ليبيا، وتونس عبر منفذ رأس جدير، يعمل على هذه المائدة متطوعون تركوا عائلاتهم، وأسرهم؛ ليقدموا وجبات الإفطار للصائمين، في لفتة إنسانية تعكس قيم التضامن، والتكافل الاجتماعي.
تقدم المائدة وجبات خفيفة للمارّين، مع استضافة المسافرين، والعائلات الراغبة في تناول الإفطار، في أجواء رمضانية دافئة، ولا تقتصر هذه المبادرة على أبناء المدينة فقط، بل تجمع صائمين من مختلف الجنسيات، والمدن الليبية، مما يجعلها نقطة التقاء بين الثقافات، تحت مظلة الكرم الليبي الأصيل.