الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-04-21

6:13 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-04-21 6:13 صباحًا

ادعاءات بوجود مدينة تحت الأهرامات.. ومصريون يردّون “لا أساس علمي لها”

ادعاءات بوجود مدينة تحت الأهرامات.. ومصريون يردّون "لا أساس علمي لها"

تجددت خلال الأيام الماضية حالة من الجدل الواسع على منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث بعد إعلان فريق بحثي من إيطاليا واسكتلندا اكتشاف مدينة قديمة مدفونة على عمق 1200 متر تحت أهرامات الجيزة، وهو ما أثار اهتمام عالمي واسع، تخلله تشكيك علمي حاد وردود رسمية مصرية.

وبحسب صحيفة ذا صن البريطانية، فقد زعم الباحثون أنهم استخدموا تقنية رادارية متقدمة تُعرف بـ”الرادار ذو الفتحة الصناعية” (SAR) للكشف عن مجموعة من الهياكل المعمارية تحت الأرض، منها خمسة مبانٍ مترابطة وثمانية أعمدة يعتقد أنها تؤدي إلى مدينة قديمة شاسعة أسفل الهرم الأوسط “هرم خفرع”.

البروفيسور كورادو مالانغا، قائد المشروع من جامعة بيزا الإيطالية، قال إنهم توصلوا إلى “عالم كامل تحت الأرض” يحتوي على آبار عمودية بعمق 650 متر، محاطة بسلالم حلزونية، وهياكل ضخمة يُعتقد أنها قد تكون متصلة بقاعات أسطورية تُعرف باسم “قاعات آمونتي”.

وأضافت المتحدثة باسم الفريق البحثي نيكول شيكولو، أن الاكتشاف يرتبط بأسطورة قديمة في الحضارة المصرية عن وجود قاعات سرية تحت الأرض تحتوي على أسرار الحكمة والمعرفة الخالدة، وهي رواية لطالما ظهرت في الأساطير المصرية المرتبطة بالمعبود “تحوت”.

لكن هذه الادعاءات ووجهت بردود علمية صارمة من خبراء في مجال الآثار والرادار، فقد شكك البروفيسور لورانس كونيرز المتخصص في علم الآثار الجيوفيزيائي من جامعة دنفر، في إمكانية الرادار اختراق أعماق تصل إلى آلاف الأقدام، موضحاً أن أقصى عمق يمكن لرادارات الفضاء اختراقه في الظروف المثالية لا يتجاوز العشرات من الأمتار.

من جانبه، أكد الدكتور جمال العشيبي الباحث في جامعة إكس مرسيليا الفرنسية، أن الظروف الجيولوجية لمنطقة الجيزة، والتي تتكون أساساً من الحجر الجيري الكارستي تحدّ بشدة من فعالية تقنيات الرادار، مشيراً إلى أن الفريق لم يقدّم بيانات علمية دقيقة عن ترددات الرادار أو طرق المعالجة، ولم ينشر نتائجه في أي مجلة علمية محكّمة.

أما وزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس، فقد وصف الادعاءات بأنها “خيالية ولا تستند إلى أي دليل علمي”، مؤكداً أنه لا توجد أي بعثة تعمل حالياً داخل هرم خفرع، وأن المجلس الأعلى للآثار لم يمنح أي تصاريح للباحثين الأجانب لإجراء مسح راداري في المنطقة.

وقال حواس في تصريحات رسمية إن قاعدة هرم خفرع منحوتة من الصخر بارتفاع ثمانية أمتار، ولا تحتوي على أي أعمدة أو فراغات كما زُعم، مشدد على أن الدراسات السابقة أثبتت بشكل قاطع خلو المنطقة من هذه البُنى التحتية الغامضة.

تُعد أهرامات الجيزة “خوفو، خفرع، ومنقرع” من أقدم عجائب العالم القديم المتبقية، وقد بنيت قبل نحو 4500 عام على هضبة الجيزة غرب نهر النيل، ولا تزال تثير اهتمام العلماء والباحثين من مختلف أنحاء العالم، إذ تُجري العديد من البعثات الأثرية أبحاث دورية لفهم أسرار بنائها ومحيطها.

وفي ظل غياب النشر العلمي أو أي أدلة ملموسة، ألمح بعض المتخصصين إلى أن الهدف من هذا “الاكتشاف المزعوم” قد يكون للفت الانتباه الإعلامي ودفع السلطات المصرية لمنح تصاريح مستقبلية للتنقيب، وقد عبّر أحد الأثريين طلب عدم الكشف عن اسمه عن اعتقاده بأن المؤتمر الصحفي الذي عقده الباحثون كان وسيلة ضغط دعائية أكثر من كونه إعلان علمي حقيقي.

وفي ظل تضارب المعلومات، يبقى السؤال مفتوح، هل نحن أمام اكتشاف أثري ثوري؟ أم مجرد ادعاء آخر يتغلف بأساطير الحضارات القديمة؟ ما اتفق عليه العلماء، حتى الآن، هو أن العلم لا يزال بحاجة إلى أدلة مادية، لا مجرد صور وتحليلات سطحية، قبل أن يتم الاعتراف بأي اكتشاف في منطقة شديدة الحساسية والأهمية كأهرامات الجيزة.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications