توفيت اليوم الجمعة الفنانة القديرة حميدة الخوجة، إحدى أبرز الأسماء في تاريخ الفن الليبي، عن عمر يناهز 69 عاما، بعد مسيرة فنية طويلة امتدت لأكثر من خمسة عقود.
ورحيلها يمثل خسارة كبيرة للفن الليبي، إذ تركت بصمة واضحة في المسرح والإذاعة والتلفزيون، وحققت حضورًا لافتًا في السينما العالمية.
بدايات مسيرة فنية مميزة
بدأت حميدة الخوجة مسيرتها الفنية في أواخر الخمسينيات، عندما اكتشفت حبها للتمثيل منذ طفولتها في المدينة القديمة بطرابلس، حيث كانت دار عرض سينما النصر هي الوحيدة المتاحة للنساء أنداك.
وسرعان ما جذبها هذا العالم، لتبدأ في متابعة الفنانين الكبار وتتحقق أحلامها بفضل تشجيع جارتها الحاجة منوبية، التي كانت تعمل في قسم الموسيقى بالإذاعة الليبية.
سيدة المسرح وأيقونة الفن الليبي
تُعتبر الخوجة واحدة من أعمدة المسرح الليبي، حيث تألقت في العديد من الأعمال المميزة، كان لها دور بارز في مسلسل “الهاربة” الذي منحها شهرة كبيرة في السبعينات، بالإضافة إلى مشاركتها في المسلسل الدرامي “الكنّة” عام 1998، وفيلم “الطريق” في عام 1972.
ولها أيضا حضور عالمي عبر مشاركتها في فيلم “تاقرفت” الذي نال إعجاب النقاد وحقق نجاحا في مهرجان كان السينمائي في فرنسا عام 1977.
من التمثيل إلى الغناء
لم يقتصر عمل حميدة الخوجة على التمثيل، بل دخلت أيضا مجال الغناء، حيث تعاونت مع الفنانين الراحلين محمد الكعبازي ومحمد صدقي، وقدمت معهم أغنيتين ضمن ثلاثي موسيقي أُطلق عليه اسم “ثلاثي النغم”.
لكن رغم شغفها بالفن، قررت التوقف عن النشاط الفني في فترة ما للالتحاق بالعمل في شركة البريقة لتسويق النفط، مما أدى إلى ابتعادها عن عالم الفن والموسيقى.
تكريمها والإرث الفني
لم تنقطع علاقة الراحلة بالفن حتى السنوات الأخيرة من حياتها، حيث تم تكريمها في مهرجان الأفلام القصيرة في طرابلس عام 2024 تقديرا لإسهاماتها الفنية القيمة.
فقدان فني لا يعوض وإرث خالد في الذاكرة الليبية
برحيل الفنانة القديرة حميدة الخوجة، يخسر الفن الليبي واحدة من أبرز نجماته، لكن إرثها الفني سيظل حيا في ذاكرة الأجيال القادمة.
فقد قدمت العديد من الأعمال التي شكلت جزءًا لا يتجزأ من هوية المجتمع الليبي الفنية، وستظل رمزا من رموز الفن الليبي ومثالًا يحتذى به في الدراما والمسرح والإذاعة.
رحم الله الفنانة حميدة الخوجة، وأسكنها فسيح جناته، وألهم أسرتها ومحبيها الصبر والسلوان.
