أعرب مشاركون في ورشة عمل نُظّمت في طرابلس بمشاركة أحد عشر شابًا وشابة من غرب ليبيا، عن قلقهم من تصاعد خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، محذّرين من تداعياته على النسيج المجتمعي والاستقرار الأمني، وداعين إلى إطلاق حملة توعوية شاملة للحد من هذا الخطاب وتداعياته.
الورشة التي عُقدت ضمن سلسلة جلسات تنظمها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ضمن مبادرة #الشباب_يشارك، ركزت على توضيح الفروق بين خطاب الكراهية وحرية التعبير، إلى جانب أهمية التوعية الإعلامية وملاحظة التحيز في تغطية الأحداث.
وأكد المشاركون أن التحيز الإعلامي والتحريض اللفظي ضد فئات مجتمعية بعينها يُسهمان في تغذية النزاعات وزيادة الانقسام، مشيرين إلى أن الوضع الأمني في ليبيا لا يحتمل المزيد من التأجيج، خاصة في ظل هشاشة الأوضاع السياسية والاجتماعية.
وأشار بعض المتحدثين إلى أن التحريض باسم الدين، أو على خلفية الانتماءات المناطقية، يعد من أخطر أشكال الخطاب العدائي، لما له من قدرة على تفجير الأوضاع بين مكونات المجتمع الواحد.
وقدم الحضور عددًا من التوصيات شملت إدراج مفاهيم التربية الإعلامية والجرائم الإلكترونية ضمن المناهج الدراسية، ووضع مدونة سلوك للوسائل الإعلامية تتجنب لغة الاستقطاب، إضافة إلى إطلاق برامج تبادل ثقافي للتقريب بين الشباب في ليبيا والدول المجاورة، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لرصد ومنع نشر خطاب الكراهية والمعلومات المضللة.
كما دعوا إلى تبني نهج العدالة الاجتماعية، وتطبيق اللامركزية في إدارة شؤون التنمية، مع التشديد على أهمية الشفافية والمحاسبة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الجلسة تأتي ضمن جهود البعثة الأممية للوصول إلى ألف مشارك ومشاركة من مختلف أنحاء البلاد بحلول نهاية مايو 2025، وقد تم التواصل حتى الآن مع أكثر من 750 شابًا وشابة.