بعد رحلة امتدت لسبعة أشهر على متن محطة الفضاء الدولية، عاد رائد الفضاء الأمريكي دون بيتيت، البالغ من العمر 70 عام، إلى كوكب الأرض بنجاح، وقد هبط بيتيت برفقة زميليه من وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس”، أليكسي أوفشينين وإيفان فاغنر، في منطقة قريبة من مدينة جيزكازغان بكازاخستان، على متن كبسولة الفضاء “سويوز”.
تُعد هذه المهمة الرابعة في سجل بيتيت الحافل، وهو أحد أبرز رواد الفضاء الذين ساهموا في تطوير أدوات الحياة اليومية في الفضاء، إذ كان وراء ابتكار “كأس الفضاء” الحاصل على براءة اختراع، والذي يتيح لرواد الفضاء شرب السوائل بسهولة في بيئة منعدمة الجاذبية.
بعيداً عن إنجازاته العلمية، يتميز بيتيت بشغفه الكبير بالتصوير الفلكي، حيث التقط على مدار رحلاته صور مذهلة لكوكب الأرض والكون من منظور فريد، وفي لقاء أجراه من الفضاء في الثالث من أبريل مع عالم الفيزياء الفلكية نيل ديغراس تايسون، تحدّث بيتيت عن رؤيته المختلفة للتصوير قائلاً “أسعى دائمًا للحصول على زوايا جديدة تُبرز الجمال غير المرئي للفضاء، التصوير من المدار يمنحنا تركيبة بصرية مختلفة تماماً عما نراه من سطح الأرض”.
وأشار بيتيت إلى أن تجربته في الفضاء جعلته يُدرك جمال كوكب الأرض من منظور آخر، مضيف “رؤية الأرض من الفضاء لا تقل روعة عن مشاهدتها من اليابسة، بل قد تكون أكثر تأثير، إذ تمنحك شعور بالعزلة والجمال الهائل الذي يصعب وصفه بالكلمات”.
وقد وثّق بيتيت العديد من صوره من “القبة” الشهيرة بمحطة الفضاء، وهي وحدة رصد مزودة بسبع نوافذ توفر مشاهد بانورامية خلابة للأرض، وتُعد من الأماكن المفضلة لدى طاقم المحطة.
عودة بيتيت إلى الأرض تمثل نهاية فصل جديد في مسيرته الطويلة والمتميزة في استكشاف الفضاء، وعودة واحدة من أبرز العقول العلمية التي ما تزال تلهم أجيال من العلماء والمستكشفين.
