في كلمة قوية ومؤثرة باسم المجموعة العربية، دعا مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة طاهر السني، مجلس الأمن الدولي إلى تحمّل مسؤولياته ووضع حد لما وصفه بـ”هولوكوست القرن الواحد والعشرين” في قطاع غزة، مطالباً بتحرك فوري لإنهاء العدوان الإسرائيلي، ووقف الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
جاء ذلك خلال الاجتماع الوزاري رفيع المستوى لمجلس الأمن، لمناقشة “الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية”، حيث استعرض السني تصاعد الكارثة الإنسانية في غزة، مؤكد تجاوز أعداد الشهداء 52,000، أغلبهم نساء وأطفال، وتهجير ما يقارب 1.9 مليون فلسطيني، وسط قصف ممنهج على المستشفيات ومراكز الإيواء والبنية التحتية.
وانتقد السني في كلمته صمت المجتمع الدولي، قائلاً: “أنتم اليوم أمام اختبار حقيقي، الصمت لم يعد خيار، آن الأوان أن يستيقظ الضمير الإنساني من سباته، ويُتخذ موقف واضح يوقف هذه المحرقة”.
أبرز مطالب المجموعة العربية تضمنت، وقف فوري ودائم لإطلاق النار، إنهاء التهجير القسري والاستيطان، ضمان دخول المساعدات الإنسانية وعدم استخدامها كأداة حرب، محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب، دعم خطة إعادة إعمار غزة المقدّمة من مصر وفلسطين، الاعتراف بدولة فلسطين ودعم عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.
كما أدانت المجموعة بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وسوريا، معتبرة أنها تمثل انتهاك صارخ لسيادة الدول وتهديدًا للأمن الإقليمي، مطالبة بانسحاب الاحتلال من جميع الأراضي العربية المحتلة.
وفي ختام كلمته، شدد السني على أن ليبيا والمجموعة العربية سيظلون سند ثابت للحق الفلسطيني، داعياً إلى إنهاء ازدواجية المعايير، وتحقيق العدالة، وإنقاذ غزة من الكارثة الجارية.