أكدت منظمة مراسلون بلا حدود في تقرير عنونته “تحسن مركز ليبيا في مؤشر حرية الصحافة، لتحل المرتبة 137 للعام 2025 ” بعد أن كانت العام الماضي في المرتبة 143 من أصل 180 دولة حول العالم.
وأوضح تقرير المنظمة أن المؤشر ارتفع بمقدار 6 درجات مسجلا “تحسنا طفيفا” للوضع الصحفي في البلاد، معقبة أنه على الرغم من ذلك إلا أن ليبيا لا تزال تصنف كـ”حالة صعبة”، حيث تواجه وسائل الإعلام الليبية هجمات متكررة تهدد استقلاليتها.
وأضاف التقرير أن الصحفيين يعانون منذ سنوات من الترهيب والعنف الجسدي والمضايقات النفسية، وإن كان يبدو أن الوضع قد تحسن بعض الشيء منذ عام 2021، وبينما تتزايد الانتهاكات ضد الفاعلين الإعلاميين، فإنها تمر في إفلات تام من العقاب.
ولفت التقرير إلى أنه غالباً ما يُجبر الصحفيون على الرضوخ لتحيزات وسائل الإعلام التي يعملون بها، مما يؤدي إلى تضليل إعلامي مستمر، كما أنه لا توجد أي هيئة تنظيمية تُعنى بالصحافة ولا أي إطار قانوني يضمن الحق في الوصول إلى المعلومات أو يفرض على وسائل الإعلام احترام التعددية والشفافية، كما لا يوجد أي قانون يضمن حرية التعبير وسلامة الصحفيين والحق في الحصول على معلومات موثوقة، علماً أن بعض النصوص السارية المتعلقة بحرية التعبير يعود تاريخها إلى أكثر من 50 عاماً، حيث لا تزال تنص على عقوبة الحبس فيما يتعلق بجرائم الصحافة.
وأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام التقليدية لم تعد تلعب دورها في توفير معلومات حرة ومستقلة ومتوازنة تعكس التحديات الحقيقية للمجتمع الليبي، لكنها تمثل في الوقت ذاته مساحة لنشر التطرف وخطاب الكراهية، رغم إظهار العديد من المبادرات في البلاد لمحاولة إنشاء نموذج إعلامي جديد أكثر استقلالية.
وجاءت المغرب في المرتبة 126 تلتها الجزائر في الترتيب 126 ومن ثم تونس في المرتبة 129، كما صنفت مصر في مؤشر شديدة الخطوة دون تحديد أي ترتيب.
و احتلت الكويت المرتبة 128 و لبنان المرتبة 132 وعمان المرتبة 134 وجاءت الصومال في المرتبة 136 .
ويحتفل العالم كل عام في الثالث من مايو باليوم العالمي للصحافة وهو بمثابة تذكير للحكومات بضرورة الوفاء بالتزاماتها تجاه حرية الصحافة، وهو يتيح للمهنيين العاملين في وسائل الإعلام فرصة التوقف على مسائل حرية الصحافة والأخلاقيات المهنية. وإنَّ اليوم العالمي لحرية الصحافة هو فرصة للوقوف إلى جانب وسائل الإعلام الملجومة والمحرومة من حقها في ممارسة حرية الصحافة، وهو يوم لإحياء ذكرى أولئك الصحفيين الذين قضوا نحبهم في أثناء متابعتهم لأحد المواضيع.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطوينو غوتيريش في رسالته بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة “في ظل عالم يعاني من النزاعات والانقسامات، يحل اليوم العالمى لحرية الصحافة ليسلط الضوء على حقيقة أساسية مفادها أن حرية الناس رهينة بحرية الصحافة؛ وهي العمود الفقري التي تستند إليه مبادئ المساءلة والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان.
وأكد غوتيرش أن الصحافة الحرة والمستقلة هي بمثابة خدمة من الخدمات العامة الأساسية. وشدد على ضرورة أن تكون للصحفيين في كل مكان القدرة على نقل الأخبار بحرية ودون خوف أو محاباة. فحينما يفقد الصحفيون هذه القدرة على العمل، نكون جميعا من الخاسرين.